دمعة أسى في رحيل فقيد المعسرين ·قبل أن يصل إلى أهله وأصدقاءه لاستكمال فرحة العيد معهم.. شاءت قدرة المولى سبحانه أن يرحل حميد شحره – رئيس تحرير صحيفة "الناس"- وتصعد روحه إلى بارئها في حادث مروري خطف حياة حميد من بين أولاده فجأة كما هي حقيقة الموت. ليفجع برحيله أهله وأقاربه والوسط الصحفي في اليمن عامة ويمثل رحيله خسارة حقيقية تمنى بها الصحافة اليمنية. ·مرات قليلة جمعتني لقاءات عابرة بحميد لكنها – نتيجة بساطة الفقيد و تواضعه – كانت كفيلة بمعرفة ما يحمله من مشروع صحفي متميز حاملاً على عاتقه هموم وقضايا الناس عبر إصدارات مؤسسة "الناس" التي نجح الراحل بالإصرار وتحدي الصعاب في إخراجها إلى حيز الوجود في فترة وجيزة ليؤسس بذلك أول بيت صحفي أهلي مؤسسي. ·جمع بين حماس الشباب وحكمة الشيوخ.. بين معاناة أوجاع قضايا البسطاء وإحساس المسئولين عن حلَّها .. فكان عطاؤه بلا حدود .. كما كانت طموحاته لا تقف عند حدود .. وكان رصيده ينمو تصاعدياً محبة في قلوب الناس. ·إنه فقيد "الناس" كلهم.. المعسرين في السجون.. الباعة المتجولين.. أصحاب الدراجات النارية.. المعاقين ومرضى السرطان.. المعلمين والأطباء والعمال وغيرهم وغيرهم من الموظفين وطالبي الوظائف. ·حميد شحرة.. مدرسة صحافية تشعرك بالأمان.. وتوحي لك بأن القادم أفضل.. وأن الدنيا لا زالت بخير.. فرحمة الله تغشاك أيها المعلم.. وما أحوجنا اليوم لرؤساء تحرير أمثالك.. بل وما أحوج رؤساء التحرير في بلادنا للاقتداء بك واقتباس ما تيسر لهم من مناهل كفاحك وقوة بأسك وطموحاتك. ·فوداعاً حميد.. وإلى جنة الخلد.. ويبقى عزاؤنا الوحيد لفراقك في ثقتنا بزملاء وإخوان لن يدخروا جهداً لاستمرارية وإكمال مشروعك.. كما أن عطاءك سيظل حياً في قلوبنا مثلما أنت باقياً في قلوب "الناس". |