عبثية في الأوقاف!! لم تبرر وزارة الأوقاف حتى اللحظة الأسباب والحيثيات التي دفعت بها الى اخضاع 70 مرشدة، من خريجات المعهد العالي للارشاد الى برنامج تدريبي أو تأهيلي- تسميه ما شاءت- الى اطارات معروفة للقاصي والداني بتشددها.. وصمت كهذا وبالرغم أنه يعكس حالة من التخبط والارتباك لادارة هذه الوزارة- أحدث هو الآخر تساؤلات عدة- مازالت تبحث عن اجابات ناجعة لها وهي تساؤلات يتسع الاهتمام بها خاصة مع تزايد الاهتمام بهذه القضية من قبل العديد من الاصدارات الصحفية -الورقية والالكترونية- وهو اهتمام استطاع أن يجعلها قضية رأي عام، ومحل حديث الناس على مستوى مختلف الفعاليات. إذاً فوزارة الأوقاف - التي توقفت لديها القدرة على التعاطي مع قضية رأي عام كهذه وفضلت التعاطي معها بصمت مريب- بات عليها مسئولية المسارعة الى توضيح الحقائق وأن تدافع عن موقفها في اطار من المهنية التي تفرضها عليها طبيعة مهامها ومسئولياتها الواقعة على درجة عالية من الأهمية،.. واذا كان البعض يعزي هذا الصمت المريب للوزارة وعجز آلياتها الاتصالية والارشادية والتوجيهية من تقديم المعلومة الكاملة والصادقة يعد بمثابة دليل ناجع على أن الوزارة اصبحت رهينة في ادارتها وتسيير مهامها ومسئولياتها لأجندة حزبية باتت تنتصر لها الى حدود أنها -أي الوزارة- قد ضربت بعرض الحائط بأبرز التكوينات المؤسسية التابعة لها والمتمثل في المعهد العالي للارشاد من خلال عدم ايمان ادارتها وقيادتها بما يقوم به هذا المعهد من دور في تقديم مخرجات قادرة على التناغم مع المتطلبات الارشادية والتوجيهية التي يحتاجها المجتمع من قبل مرشدين تم بناؤهم على درجة عالية من المهنية في اطار ترسيخ قيم ومثل الوسطية والاعتدال، حيث مثل لجوؤها الى البحث عن تدريب أو تأهيل جديد لمخرجات هذا المعهد، قد ترك بحد ذاته تساؤلات موضوعية عبر عنها كثيرون لعل من أهمها: اذا كانت الوزارة المذكورة لا يعجبها ما يدرس في هذا المعهد فلماذا لم تقم باعادة بنائه- ادارة ومنهجاً ووسائل تدريسه وتأهيله.. الخ من المتطلبات- تساؤلات يجد المتابع الحصيف لها أن ما تحركه من قضايا وموضوعات تعد الوزارة عاجزة كل العجز في التعاطي أو حتى محاولة الاقتراب من الاجابة لها..وازاء ما تقدم فإن قضية كهذه نأمل أن تجد لدى القيادة السياسية والحكومة في آن واحد الاهتمام اللازم بها بما يضمن اعادة أداء الوزارة الى التناغم مع الاهداف الدينية والوطنية التي أوجدت من أجلها، ذلك أن ترك قضية مثل هذه من شأنه أن يخلق بؤراً عدة تنتج من وقت لآخر مزيداً من التطرف والغلو. نقول إن استمرار عبث الأجندة الحزبية في ادارة شأن المؤسسات المعنية بالتوجيه والارشاد عبث ما بعده عبث بل ويمثل قنبلة موقوتة تضر بالمجتمع، وعلى الأوقاف أن تقف عن عبثيتها هذه حتى اشعار آخر، وحتى لا تتحول الى بؤرة لنمو التطرف والأفكار المتعصبة. |