باسندوة هل يدرك معنى كونه رئيس حكومة ( الوفاق) ..؟! جميل جدا تلك المشاعر الثورية التي يتحلى بها رئيس حكومة الوفاق الوطني السيد محمد سالم باسندوة , الذي قد ذرف أمامنا الدموع للمرة الثالثة فبدأ بدموعه المتدفقة وكأنه يذكرنا بقصة ( عبد الله السفاح) أول خلفاء بني العباس , الذي كان مرهف المشاعر ويتحلى برومانسية مفرطة لدرجة أنه في المرة الوحيدة التي خرج بها وجد سيدة ( تتسول ) فبكا حتى بلل صدريته وأربك من حوله وأخذ (السفاح) المتسولة لقصره وأمر لها بالملابس والجواهر ومنحها الكثير من المال وخيرها بين البقاء مع نساء القصر أو المغادرة فكانت لا حقا تلك السيدة هي الوحيدة المناصرة للسفاح الذي قتل ألاف من بني أمية وارتكب المجازر ولكنه لم يخرج من قصره بل كان يصدر أوامره لوزيره ورجاله ليفتكوا بعباد الله وهو لم يغادر بوابة قصره وكان أن شاهدا متسول بكى وأن شاهد مريض بكى وأن سمع عن مظلوم بكى وهو يمارس أسواء صنوف الظلم والقتل ولكن لم يكون أحد يحكي له جرائم نظامه وبطانته. (باسندوة) يذكرنا بدموعه ب( عبد الله السفاح) والدموع الكثيرة لا تدل عن عميق العواطف ولا فيضان المشاعر بل قد تكون في الغالب ظاهرة لا علاقة لها بشخص صاحبها ولا بمكانته في المجتمع , بعيدا عن هذا في تعز لفت نظري باسندوة بخطابه الثوري الذي نسى خلاله جملة من الحقائق منها أنه رئيس حكومة الوفاق وهذا بالمطلق تجاهله باسندوة الأمر الأخر تحدث فعلا وكأنه قائد ثورة وهذا ليس صحيحا وليس له حق اطلاق وعود جزافية هي بالمطلق خاضعة لمبدأ التوافق الوطني بين الشركاء , المشكلة في باسندوة وأصحابه أنهم صدقوا أنفسهم أنهم نتاج ثورة ..؟ وتجاهلوا أن لديهم شركاء يحتلوا ( 50%) من مقاعد الحكومة وأبسط أجراء أن يقدم شركاء باسندوة والمشترك علي تعليق مشاركتهم في الحكومة لتتعطل الحياة بالمطلق وتسقط الحكومة أن رغب المؤتمر وحلفائه في إسقاطها .. بيد أن النزعة التي يتحدث بها رئيس حكومة الوفاق واللغة التي تسوق له من قبل إعلام المشترك والتي تصب في مربع استفزاز الأخر هذا السلوك لا يخدم الوفاق الوطني الذي لم نرى له أثر منذ تشكلت حكومته ..نعم لدينا حكومة تسمى حكومة الوفاق الوطني , لكن سلوك هذه الحكومة وتصرفات رئيسها وشركائه لا تدل على أن هؤلاء حريصون على الوفاق أو يكترثون بالوفاق بل يدفعون بالاتجاه الذي يفتح علي اليمنيين أبواب جهنم وليس أبواب الأمن والاستقرار , بدليل ما يسوقه رئيس الحكومة من كلام في خطاباته يدفع باتجاه التصعيد والتأزيم ولا يترك مجالا للحوار والتوافق .. إذا لمصلحة من يعمل رئيس الوزراء أن كنا على ثقة بأنه يدين بالولاء والمعروف لعيال الأحمر وهذا حقه لكن عليه أن لا ينسى أنه رئيس حكومة وفاق وطني حصلت على رضاء الخارج وفرضها الخارج ولم يقبل بها الشعب حتى اللحظة لكن الشعب أمامها ليس مجبرا على تحملها بل مترقب لثمراتها ويبدو أن رئيس الحكومة سيخرج الشعب من طور الصبر والحكمة وسيجبر نصف الحكومة على مغادرتها والانحياز للشعب وعندها سيكون الانفجار وسيكون رئيس الحكومة أول وقود أي انفجار قادم ..!! أنا مجرد مراقب ومتابع ولست عضوا في حزب من الاحزاب لكن خطاب باسندوة في تعز استفزني لدرجة السخرية من هكذا رئيس حكومة وفاق مزعوم ولا أدري لماذا عندنا البعض لا يحمل من اسمه نصيب مثل حكومة الوفاق التي لا يجمع بينها أي توافق ولا يبدو أن رموزها يدركون حتى معني الوفاق والاتفاق .. والملاحظ أن موقف باسندوة يعكس فهم المشترك ويحاول من خلاله امتصاص إرادة الشباب وتطويعهم من خلال تحميل الشريك الأخر تبعات هذا التطويع وهذا شكل من اشكال التدليس والنفاق والجبن فالمفترض أن يكون رئيس حكومة الوفاق وشركائه يمتلكون الشجاعة في حوار الشباب وأن لا يجعل الطرف الأخر مادة حاضرة للتسويق والإثارة وجعلها وسيلة لإخضاع الشباب والتدليس عليهم كما تم ويتم التدليس على هؤلاء الشباب منذ بدت الأزمة ..؟!! أن كل المؤشرات تدل على أن رئيس حكومة الوفاق أضعف من أن يدير شئون البلاد وأن يحل أزمة من أزماتها بل تؤكد كل المؤشرات أن رئيس حكومة الوفاق سيدخلنا نفقا أشد قتامة مما كنا فيه قبل تشكيل حكومة الوفاق , حتى أن لسان المواطن يقول كانت حكومة ( تصريف الأعمال ) أرحم من ( حكومة تسويق الاقوال ) ..؟!! |