الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:05 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
سـمــيع .. والفــئـة الــصامــتة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


سـمــيع .. والفــئـة الــصامــتة

الثلاثاء, 24-سبتمبر-2013
يـاســر ثـامــر - سميع تصغير "سامع" وهناك من يراها تصغير "سمع" على غرار سبيع السبع، والرأي الأول أرجح لأن السمع غير محسوس كالسبع، وأيا كان الاختلاف فانه لن يشوش الأصوات الموجهة إلى معالي وزير الكهرباء والطاقة الدكتور صالح سميع.

لن نتحدث عن معاناة الذين تعذبهم أحوال الكهرباء جراء تخريب بنيتها التحتية؛ فهذا أمر نشفق على البلاد والعباد وكذا على مسئولي الكهرباء من ويلاته المريرة، ولا تتحمل الكهرباء مسئوليته في ظل انفلات الأمن، وغياب الدولة الحازمة، بل على العكس يحتم علينا أن نثمن جهود إصلاح المنظومة بعد كل اعتداء يطال خطوط نقل الطاقة هنا أو هناك، ولعله قد حال دون انجاز الوعد الذي قطعه سميع على نفسه بإنهاء مشاكل الكهرباء خلا ستة أشهر من توليه قيادة الوزارة ما لم فانه سيستقيل من الحكومة.
.
سنتحدث معالي الوزير عن إشكالات لا تعود جذورها إلى جبال نهم ولا إلى سهول الدماشقة أو صحراء عبيدة، بقدر ما تعود إلى ترهل الأداء وسلبية التفكير لدى بعض الإدارات الفنية والمالية التابعة لكم في أكثر من مكان، وهي إشكالات لا تعانيها شريحة عتاولة المستهلكين النافذين المدينة لكم بأربعين مليار ريال قد لا تستطيعون تحصيلها حتى يرث الله الأرض ومن عليها، بقدر ما يعانيها المستهلكين الذين يستشعرون المسئولية تجاه موارد الدولة ومكاسبها الوطنية، ويحرصون بصمت وطاعة على تسديد ما عليهم أولا بأول دون ترك أي متأخرات تذكر، حتى في ظل النكبة التي مرت بها البلاد ولا زالت منذ العام 2011م التي أحجم فيها الكثير عن التسديد.
.
يقتضي ذلك أن تكون هذه الشريحة الصامتة والمسالمة أولى من غيرها بالاحترام والتقدير من قبل الكهرباء، وزارة، ومؤسسات، وكوادر، غير أن ما يحدث للأسف أن ثمة من يسيء معاملتها دون غيرها وبشكل لا يليق، وهذا ليس عنوة بالتأكيد؛ ولكنه لسوء في الإدارة والتقدير؛ فالإدارة تملك إحصائيات وقوائم دقيقة بأسماء وحسابات ومنازل العتاولة سالفي الذكر، وربما تحدثها يوميا حتى تتجنب فصل التيار عن أي منهم مهما بلغ حجم المتأخرات المتراكمة عليه، ومنهم من تراكمت عليه فواتير قيمتها ذات أرقام فلكية، فموزع الفواتير لا يطرق أبوابهم وليس معني بقراءة عداداتهم.
.
على النقيض تماما نجد الفئة الصامتة المغلوبة على أمرها خارج دائرة الاهتمام؛ لأنها غير معلومة، ولا ترى الكهرباء أي أهمية لحصر وجمع بياناتها طالما أنها تدفع دون تذمر، ومن المستحيل أن تفكر المؤسسة بتكريم المستهلك المثالي فيها لتحفيز الآخرين، بقدر تفننها برسم المقصات على الفواتير، والتهديد بفصل التيار ولو كانت قيمة الفاتورة في حدها الأدنى، بل وتنفيذ التهديد فعلا على منازل الصامتين عند تأخر السداد، ومنهم من يتفاجأ بحرمانه من الضوء والطاقة وقد دفع ما عليه في وقت سابق، لذلك لا غرابة أن تجد احدهم مصابا بالحقد الوطني وضمور في المواطنة بسبب المذلات التي تعرض لها على طريق استعادة الضوء المسلوب.
.
فهواتف المعنيين إما مشغولة، أو لا تجيب، أو يقف خلفها موظف بائس، لديه مشاكل خاصة لا يأبه معها لاتصال مستهلك يستغيث، فيضطر المتصل لترك ما لديه، والخروج في أحلك الظروف باتجاه إدارة المنطقة، واستجداء الموجودين فيها ابتداء من حارس المبنى حتى يصل إلى مقيل "المحلفين" برئاسة الموظف المستلم، باذلا كل ما بوسعه للإجابة على أسئلتهم حتى وان كانت خارج الموضوع على غرار من أين أنت؟ أبش عملك؟... فيجهد لإقناعهم بأسباب تأخر السداد بشتى الطرق وفي يديه المبلغ المطلوب مضافا إليه حق التوصيل، منتظرا شفقة المستلم قائلا: "سير انتظر جنب بيتك وعنرسلهم يشبكوا لك".. أما إذا حاول صاحبنا أن "يتفلقم" أو يبدي ولو من باب الدعابة شعوره بالظلم وهو شرح ما حدث له بسبب تأخره بضعة أيام عن تسديد مبلغ بسيط، بينما متأخرات جاره الفلاني تفوق الثلاثمائة الف ريال منذ عامين دون أي حساب أو فصل؛ فانه بذلك قد يكهرب صفو المستلم ومقيله العامر ويفتح على نفسه باب التعسف الكهربي، ما قد يؤجل عودة التيار ليوم آخر أو أكثر.
.
مقص المنطقة الأولى القريبة من وزارة الكهرباء والطاقة في العاصمة صنعاء احد نماذج ذلك الأداء المتخلف التي تعاني منه الكهرباء، ففي حي الجراف مثلا تم فصل التيار على أحد الجيران ثلاث مرات خلال العام الحالي 2013م، رغم تسديده للفاتورة في كل مرة، المرة الاخيرة كانت في سبتمبر، إذ سدد ما عليه للكهرباء وسأفر مع أسرته، وبعد أيام عاد ليكتشف ان مقص المؤسسة قد أخطأ بحقة للمرة الثالثة، ذهبت معه الثامنة مساء الى مبنى المنطقة، قال المناوبين ان ذلك ليس من اختصاصهم، وان علينا العودة صباحا الى قسم "القطع" فظل جاري العزيز ليلتها يحترق بلا كهرباء حتى مطلع الشمس. عدنا مجددا للمنطقة الاولى بحثا عن منصف، فانتهى بنا المطاف الى شاب مهذب يدعى كمال الـ؟؟؟ - لا اتذكر لقبه - وقد ابدى استياءه لقطع التيار بسبب ثلاثة الف ريال، مؤكدا أن المبلغ لا يستدعي فصل التيار وفق سياسة المنطقة، ثم شعر بالحرج الشديد عندما عرف ان ذلك المبلغ أصلا قد تم دفعه قبل الفصل بأيام، عندها اتصل بحامل المقص ووبخه قليلا وأمره بإعادة التيار، سألناه: لم يحدث هذا بشكل متكرر؟ فأوضح بأنه لا تتم مراجعة كشوف التحصيل اولا بأول، وانه لا يوجد نظام آلي للمطابقة والتأكد قبل الفصل.. شيء من هذا القبيل.. خرج جاري من المنطقة متمنيا ان لا يتكرر ذلك لمرة رابعة. المؤسف أنهم اعتادوا على الإقرار بالأخطاء دون الاهتمام بتعويض المتضررين منها ولو باعتذار، غير مدركين ان ابتسامه غير مكلفة بإمكانها محو اثار أخطاء كثيرة من هذا القبيل، بل وتعزيز الثقة بين الطرفين.
.
ما سبق ليس سوى نموذج بسيط ومؤشر لوجود العديد من الإشكالات الإدارية والفنية التي يصمت عنها الكثير من مستهلكي الكهرباء؛ تقديرا منهم للظروف العصيبة والقاهرة التي تمر بها المؤسسة وقياداتها، لكن هذا لا يعني على الإطلاق ان نغض الطرف عن عيوب نظنها بسيطة - ونحن قادرين على الحد منها - بحجة أننا نواجه ما هو أمر وأدهى.

وغاية القول ان الكهرباء لها ما يكفيها من الأعداء مستهترين كانوا أو مخربين، وتلك الشريحة المثالية يجب التعامل معها كما ينبغي، والعمل على توسيعها وتعميم سلوكها بشتى الوسائل، والابتعاد عن الأخطاء غير المسئولة، التي ستزيد من أعداء الكهرباء والتمرد على سياساتها وإسقاط قياداتها المشغولة – فقط - بالخبطات والأبراج.

قد يقلل احدهم من اثر هذه اللفتة مستعيرا قول الشاعر : لقد أسمعت لو ناديت حيا ... لكن لا حياة لمن تنادي، غير أن الأمل يحدونا بأن في قطاع الكهرباء ثمة من سيصغون جيدا لما نقول، وسيسعون جاهدين لتصحيح وتصويب بعض الممارسات الإدارية والفنية الخاطئة تجاه الفئة الصامتة، كي لا يجدوا أنفسهم – بفعل اللا مبالاة - في مواجهة المخربين الجدد داخل الأحياء والمدن.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024