الثلاثاء, 16-أبريل-2024 الساعة: 09:16 ص - آخر تحديث: 07:45 م (45: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
إسرائيل وأبو مازن.. كلام معسول لغرض في نفس شارون



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


إسرائيل وأبو مازن.. كلام معسول لغرض في نفس شارون

الثلاثاء, 08-فبراير-2005
أحمد الطيبي - توالت الكلمات "الحارة" وانهالت على محمود عباس (أبي مازن) فور انتخابه رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفا للزعيم الراحل ياسر عرفات طيب الذكر، ثم تكررت هذه الكلمات الحارة عند انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية في انتخابات ديمقراطية وشفافة.
كثيرون ممن قالوا كلاما طيبا في انتخاب أبي مازن كانوا يقصدون ذلك حقا، إلا الإسرائيليون، فقد قالوا هذا الكلام المعسول "لغرض في نفس يعقوب".. أو على الأصح "لغرض في نفس ارئيل" فقد صنع شارون ووزراؤه لأبي مازن صورة نمطية، يريدون له أن ينهج طبقا لها، وطبقا لها فقط. ولذلك وبما إنني شديد التأكد والمعرفة بأن أبا مازن الأبي، سيحطم هذه الصورة التي رسموها له، ويسير في طريق أخرى "فلسطينية البدء والنهاية"، فإنني أتوقع انقلابا هجوميا في الكلام الإسرائيلي، وربما الأمريكي أيضا، على أبي مازن.
فالحقيقة أن ما تغير في الأسابيع الأخيرة، هو المناخ والجو السياسي، ولكن الجوهر لم يتغير إطلاقا. ولكي يصبح التغيير ملموسا فإن الجوهر يجب أن يتغير هو الآخر. ومن يمسك بزمام الأمور أكثر، ويملك أدوات ومفاتيح لهذا التغيير هو الطرف الأقوى، أي المحتل، وليس الطرف الواقع تحت الاحتلال. فشارون يستطيع أن يطلق سراح الأسرى (عملية تحرير حقيقية)، ويستطيع إزالة الحواجز العسكرية ويستطيع سحب قواته من المدن الفلسطينية (تماما) ويستطيع وقف الاغتيالات والاجتياحات، ويستطيع العودة إلى خطوط أيلول 2000، كل ذلك كمرحلة أولى في عملية بناء ثقة لعملية تفاوضية، حتما ستكون صعبة وقاسية، ولكنها بحاجة إلى رافعة ملموسة، تستطيع ان تكون الدافعة لها إلى الأمام.
وبمعرفتي بالسياسة الإسرائيلية ونفسيتها وعقليتها، فإني أجزم أن شارون لن يقدم على هذه الأفعال، بل انه سيبدأ بأسلوب الإملاء على الجانب الفلسطيني، مطالبا "بوقف الإرهاب أولا.. وانتهاء بمطالبته، التي اسمعها سلفان شالوم وزير خارجيته، بحرب أهلية فلسطينية، وربما سحب سلاح المقاومة، وغيرها وغيرها من الاملاءات التقليدية التي سيجد لها دعما في البيت الأبيض. تماما كما فعل بعد عملية "المنطار" الأخيرة.
إن شارون ومفهومه للعرب عامة، وللفلسطينيين بشكل خاص، يستند إلى محاولة تحويلهم إلى جزء من النظام الأمني الإسرائيلي، وترسيخ تحويل القضية الفلسطينية إلى جزئية أمنية، يمكن حلها إما عبر طائرات الأباتشي من جهة، أو عبر حرب أهلية فلسطينية من جهة أخرى، فشارون الذي أنتج "المقاطعة السجن" لابي عمار، هو نفسه الذي سينتج "المقاطعة السياسية" لأبي مازن..
وعندما سيرفض أبو مازن ذلك، وهو يرفض منذ اللحظة، فسوف نبدأ بسماع الجوقة إياها، تهاجم أبا مازن قائلة:"إنه لا يحارب الإرهاب"، أو "انه يجلس مع الإرهابيين بدلا من محاربتهم"، أو"انه ليس جازما معهم" ، أو "انه أصلا معاد للصهيونية وينكر الكارثة اليهودية" وغيرها ...
بمعنى، ان المواجهة السياسية الفلسطينية ـ الإسرائيلية قريبة أكثر مما نتوقع. وأمام هذه المواجهة السياسية على القيادة الفلسطينية ان تجند دعما دوليا لموقفها، وحملة دبلوماسية واسعة بشكل مواز في العواصم الأوروبية والعربية على حد سواء، ولكن تحديدا في العاصمة الأمريكية واشنطن.
هناك الآن رغبة أكثر في الإصغاء إلى الأخ أبو مازن، ويجب استغلال هذه الرغبة لترجمتها إلى مكاسب دبلوماسية، تغير اتجاه السياسة الخارجية المنحازة تماما وبشكل مطلق للسياسة الرسمية الإسرائيلية.
الأوراق التي يملكها الجانب الفلسطيني كثيرة، من اجل نجاح مهمة تحويل الرأي العام مرة أخرى لصالحه.. فشارون عاقد العزم على جعل انسحابه من غزة "سمشروع القرن" الواحد والوحيد، وسوف يحاول إقناع العالم بذلك، وخاصة إزاء الصور التي سيبثها التلفزيون الإسرائيلي لإخلاء المستوطنين من غزة، وتحديدا صور المواجهة بين الجنود وبين المستوطنين..
سيقول شارون للعالم: لقد قمت بخطوة تاريخية غير مسبوقة مزقت المجتمع الإسرائيلي.. وماذا مع أبي مازن؟ ماذا مع العرب؟ وسيجد هذا الكلام صدى في البيت الأبيض والخارجية الأمريكية، والخطر يكمن في ان ينتقل إلى أوروبا عبر الخنوع البريطاني التقليدي، والانكفاء الأوروبي المستمر.
لقد ترك العالم الفلسطينيين وحيدين في مواجهتهم غير المتوازنة مع المحتل الإسرائيلي، ثم تركهم العرب وحيدين في الانقضاض الأمريكي الإسرائيلي على القيادة الفلسطينية، فهل سيبقى الفلسطيني وحيدا في المواجهة السياسية القادمة مع اسرائيل؟ أم ان أبا مازن سوف يكون أكثر حظا من رفيق دربه أبي عمار في ذلك.

المصدر : صحيفة القدس الفلسطينية
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024