المؤتمرنت - د.محمد المنصــوب* - أتت زيارة رئيس الجمهورية لجمهورية الصين الشعبيه هذه الأيام تتويجا لمدى عمق العلاقات اليمنيه الصينيه وتعمق جذورها في أروقة التأريخ القديم إبتداءا من عصر الممالك الصينيه القديمه ووصولا إلى التأريخ الحديث وعصر جمهورية الصين الديمقراطيه الشعبيه .
إذا كان هناك من ثمة سؤال عن متانة وتجذر العلاقات التأريخيه بين الجمهوريه اليمنيه وجمهورية الصين الشعبيه ، ندعوه إلى زيارة الصين الشعبيه والإستمتاع بعبق التأريخ بزيارة مسجد اليمن الواقع في جنوب الصين والذي يمتد عمره لأكثر من 1200 عام وقام بتشييده أحد التجار اليمنيين أثناء تسيير قوافل تجارة طريق الحرير ان ذاك ، طريق الحرير التأريخي هذا والممتد لالاف السنين خير شاهد على أصالة وقدم العلاقات بين البلدين ، فأينما ذكر إسم طريق الحرير ذكر إسم اليمن وتجارها وقوافلها التجاريه من أرض السعيده إلى أرض التنين الأصفر : الصين الشعبيه .وكما قادتني الصدفة يوما للتعرف على عوائل صينيه تحمل لقب اليمن كدليل واضح على أقدمية وصول الرحاله اليمني بتجارته إلى الصين الكبيره .
الأروع تعبيرا عن قوة ومتانة روابط الصداقه بين بلادنا والصين الصديقه أنه لا تكاد تخلوا جامعه صينيه من الطلاب والدارسين اليمنيين حيث قامت الصين بتوفير مئات المنح الدراسيه للطلاب اليمنيين الذين تلقوا العلم في الجامعات الصينيه على نفقة الحكومه الصينيه دعما منها وتشجيعا لنهضة اليمن الحديثه ، مئات الطلاب الذين إحتظنتمهم الصين الشعبيه وهم ما يزالون في سن المراهقه الشبابيه وأعادتهم لأوطانهم وهم علماء ومهندسين وأطباء خدموا الوطن ووضلوا إلى أعلى هرم المسؤوليه في البلاد ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الوزير اللامع المهندس الكفوء عبدالملك المعلمي وزير المواصلات وتقنية المعلومات والأخ المهندس جمال الخولاني نائب أمين العاصمه والكثير من الأطباء والجراحين وأساتذة الجامعات الذين لا يتسع المجال هنا لحصرهم ، ويتواجد الان في الجامعات الصينيه ما يدنوا من 200 طالب يمني مابين طلاب الدراسات الجامعيه والدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه.
إذا كان هناك أيظا من ثمة تساؤل عن جذارة العلاقات الصينيه اليمنيه فإن مقبرة الأموات الصينيين في اليمن دليل قطعي على إرتقاء العلاقات بين البلدين إلى درجة أكبر وأسمى من كلمة صداقه لتصل إلى الإخوه الإنسانيه والدعم المتبادل المشترك ، عشرات الصينيون ماتوا في اليمن وهم مبعوثين لتمثيل بلادهم في خدمة ودعم اليمن في مجالات عديده من تشييد الجسور في المناطق الجبليه النائيه وبناء المدارس والمستشفيات والطرق .....إلخ .
إرتفع حجم التبادل التجاري بين اليمن والصين من أقل من مليار دولار في التسعينات إلى أكثر من ثلاثه مليار دولار في العام المنصرم 2005 م.
المدرسه الفنيه في صنعاء ، مستشفى الصين سابقا الشعب حاليا في عدن ، البعثات الطبيه الصينيه المنتشره في الكثير من المدن اليمنيه ، عمال التشييد والبناء الصينيون المنشرون في مناطق اليمن المختلفه ، مئات التجار اليمنيين المقيمين في الصين ، كل تلك الشواهد تشكل لوحه رائعه من الصداقه والإحترام المتبادل بين البلدين الصديقين ، ونأمل من زيارة الرئيس الحاليه للصين أن تكمل من روعة التقارب والتفاهم بين البلدين الصديقين .
* كاتب وباحث يمني مقيم في الصين
رئيس نادي أطباء اليمن على الإنترنت
[email protected]
نقلاً عن نبأ نيوز