الأحد, 02-ديسمبر-2012
المؤتمر نت -            د. منذر إسحاق -
يمني .. مؤتمري
قال لي أحد الأصدقاء:

يا دكتور.. رغم أني اتفق معك تماماً في كثير من الرؤى نحو قضايا وطننا اليمني.. إلا أني أشعر بحاجز أشبه بلوح زجاجي يفصلني عن الالتحام بك.

قلت له: وما هذا العازل الزجاجي.. لعلي أساعدك بكسره ليتحقق الالتحام الفكري بيننا؟

أجابني بعد تنهيدة طويلة: أنك مؤتمري..!!

رغم دهشتي.. إلا أني تبسمت ضاحكاً.. ثم قلت له: لكني لم أشعر بهذا الحاجز تجاهك رغم أنك تنتمي لأحد أحزاب اللقاء المشترك.. وكنت أنت في الساحات التي لم أزرها يوماً.. كما أنك دائم الحديث عن حزبي بأنه بقايا النظام.. كل هذا ولم أشعر تجاهك سوى بكل احترام لأني أعلم أني وإياك ننتمي إلى مكونين رئيسيين في المشهد السياسي الوطني.. وأني وإياك نمثل طرفي معادلة المبادرة التي مثلت خروجاً آمناً من مأزق الحراك الشعبي.. وعلاوة على كل ذلك كنت وإياك شركاء في السلطة لسنوات طويلة.. وقبلت أنا تحمل مسؤولية إدارة البلد في حين تملصت أنت من تلك المسؤولية.

إذن يا صديقي أنا الذي يحق لي أن أجعل بيني وبينك حاجزاً أشبه بسد ذي القرنين إزاء أقوالك وأفعالك.. ولكني أنظر إلى وجودك كضرورة من أجل الوطن.. في حين ترى أنت إلى رحيلي كضرورة للوصول إلى السلطة.

وإذا كنت أنت تعتز بانتمائك الحزبي.. فلماذا لا أكون مثلك في الفخر.. بل ربما أكثر منك..على الأقل لأني أقبل بوجودك بدون حواجز.

إذن يا صديقي سجل عندك أني يمني.. مؤتمري.. فإن شئت فاجعل بيننا ما شئت من الحواجز.. أما أنا فأؤمن أن لا قيمة لوجودي بدونك.. وأنك كلما ازددت سوءاً. ازددت أنا حسناً.. والبقاء دوماً للأفضل ولو بعد حين.. وليحفظ الله الوطن دون حواجز بين أبنائه..

* أستاذ علم الاجتماع المشارك - جامعة تعز

-نقلاً عن صحيفة تعز
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 01:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/103675.htm