تقرير من الإعلام الباكستاني

الأربعاء, 26-مايو-2004
المؤتمر نت - الكثير من الحديث يدور حول الإرهابيين، وقليل منه يدور معهم، إلاّ أن هناك خطوة جريئة أقدمت عليها اليمن بفتح الحوار مع أولئك الموصومين بالإرهاب، وأنها تأتي بنتائج لم تكن لتخطر على بال.
لقد تبنت "لجنة الحوار الديني" المشكلة من قبل الحكومة اليمنية مبادرة التحاور مع المتهمين بالعمل مع تنظيم القاعدة، والمتطرفين العائدين من الجهاد في أفغانستان..... المؤتمر نت -ترجمة: نزار خضير العبادي: -
الحوار.. جرأة يمنية تكسب الحرب ضد الإرهاب
الكثير من الحديث يدور حول الإرهابيين، وقليل منه يدور معهم، إلاّ أن هناك خطوة جريئة أقدمت عليها اليمن بفتح الحوار مع أولئك الموصومين بالإرهاب، وأنها تأتي بنتائج لم تكن لتخطر على بال.
لقد تبنت "لجنة الحوار الديني" المشكلة من قبل الحكومة اليمنية مبادرة التحاور مع المتهمين بالعمل مع تنظيم القاعدة، والمتطرفين العائدين من الجهاد في أفغانستان. فالكثير من هؤلاء أمضوا فترات في السجن، قد تزيد عن الثلاث سنوات.. والغاية من الحوار هو إعادة تثقيف أو تأهيل المتطرفين" على حد تعبير حمود عبدالحميد الهتار- قاضي المحكمة العليا ورئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان- الذي تم اختياره رئيساً للجنة الحوار الديني التي تضم خمسةً من كبار رجال الدين.
ويذكر الهتار أن التجربة حققت نجاحاً بنسبة 90%، وأن (200) متهماً تم إطلاق سراحهم بعد أن تولدت القناعات لدى اللجنة بأنهم تخلوا عن سبيل العنف. إذ أنه تحدث "أخبار الباكستان الدولية" بأن (المهمة أشبه ما تكون بعمل الطبيب. فنحن نشخص الداء ثم نقوم بمعالجته.. نقول لهم إذا كنتم أنتم على حق سوف نتبعكم، ولكن إذا كنا نحن على حق ينبغي عليكم أن تتبعوننا).
فأعضاء اللجنة يجدون أنفسهم يتحدثون إلى المتطرفين حول المفاهيم الحقيقية للجهاد، وضرورة احترام غير المسلمين في أي بلد إسلامي، ونبذ سبيل العنف. ويقول الهتار: ( نحن نصغي إلى وجهات نظرهم التي يخالفون بها آراء معظم علماء الدين، ثم تحاول اللجنة أن تقيم مساراً معتدلاً بشأن القضايا المتطرفة، وصولاً إلى حيث لا مجال في الإسلام للبت برأي آخر.
ويبدو أن الحديث بهذه الحالة عملٌ شيقٌ، إذ يقول نديم الشاري- وهو أحد أساتذة علم النفس ( ينبغي عليك أن تعرف حالتهم الذهنية، والظروف الكافية وراء جنوحهم التطرفي، خاصة في بلد محافظ مثل اليمن ترتفع نسبة الأمية فيه).
ويرى علماء الدين في اللجنة بأن الكثير من المناقشات مع المتطرفين كُتب لها النجاح لأن اللجنة كانت تستمع لآراء المتطرفين بكل احترام. ويقول مقبل القاضي -أحد العلماء في اللجنة- ( نحن لا نتحدث إليهم في موقع الحجز، بل نأخذهم إلى مكان محايد كي يشعروا بأنهم متساوون، ويفتحوا عقولهم وقلوبهم).
في مراحل النقاش، يجري تقسيم المتطرفين إلى مجاميع تتراوح بين 5-7 وتتم مناقشتهم، ثم تقوم كل مجموعة خلال اجتماعاتهم بإخبار الآخرين عن المخرجات الإيجابية التي خلصت إليها.
وفي الجدول الديني يتم تذكير المتطرفين بأن القرآن يصف غير المسلمين في البلد المسلم بأنهم: (أهل ذمة). يقول الهتار ( فالأطباء الأمريكيون الثلاثة الذين قتلوا في (جبلة) عام 2002م، هم مثال على ( أهل الذمة) وما كان عليهم الخوف على حياتهم في بلدنا).
ولكن ليس الجميع مستعد لقبول التحدث معه، أو الاستماع للآخرين رغم أن اللجنة دعت بشكل واسع العديد من المتهمين بالعمل مع القاعدة لأجل التحاور معهم، ويذكر الهتار: ( نحن بمقدورنا فتح الحوار معهم طبقاً للأحكام الإسلامية، حتى مع أسامة بن لادن لو كان يرغب في ذلك).
ليس أسامة بن لادن فقط من كان يعرض عن الحوار، فهناك الكثير ممن هم متهمون بالعمل مع تنظيم القاعدة يعزفون عن الحوار- بما فيهم أشخاص عديدون يُعتقد أنهم قريبون من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم. وهناك جماعة تطلق على نفسها " أنصار القاعدة في اليمن". تقول إن عناصرها لن تتعاطى إطلاقاً مع "تكتيكات الحكومة" و تقول إن كل المجندين في القاعدة يدعمون الجهاد ضد غير المسلمين ممن يضطهدون المسلمين.
أما رجال الدين في حزب ( الإصلاح) الإسلامي المعارض فأنهم يميلون إلى انتقاد الحوار مع المتطرفين. في حين أن محمد حسين العيدروس الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام يقول: إن بعض القاعدة ورجال الدين في حزب الإصلاح متواطئون مع الإرهابيين، إذ قال: ( إن بعضهم يحمي الإرهابيين).. وهناك أيضاً العديد من الشباب المتطرف ممن يرى أن الحكومة منساقة خلف الغرب، لذا فهم يرون أن لجنة الحوار الديني مدانة أيضاً مع الحكومة.
(الباكستان انترناشيونال)
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 08:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/10519.htm