الأربعاء, 04-سبتمبر-2013
المؤتمر نت -     زعفران علي المهنأ -
نحتفظ بدماء جراحنا
يبدوا إن ما سمي بالخريف العربي قد أقتحم خصوصياتنا وأفسدها وبدأنا نلمس عوائق تلك الفوضى بين تفاصيل يومياتنا فسيأتي اليوم الذي نرى فيه الابناء رافعين لافتات أرحلوا لوالديهم، والازواج والزوجات يتبادلون تلك الرايات المطالبة بالرحيل.
وأخذني حديث النفس الى تجمعنا الشهري أنا وصديقاتي المقربات والذي ناهز العشرون عاماً وأنا في طريقي إليه.
لو وصلت ووجدت تلك اللوحات التي تطالب برحيل بعضنا لمجرد الاختلاف بالرأي .
تبسمت عندما دخلت وبدا كل شيء على ما تعودنا عليه مرتبا ًوأنيقاً كما نرغب.. أخذت مكاني بينهن رميا ليس بجسدي، وإنما بما أحمله من هموم ،وآلام أثقلت كاهلي ..ارتفعت الاصوات بالكلام، أو بإلقاء النكت ذات النكهة السياسية ...إلا من توسطهما التفت يمينا وشمالا ولاحظت بأن سلمى صامتة ولم تفتح فمها بكلمة... وعزيزة كعادتها لم تتثاءب ولم تبدى عدم المبالاة ببعض التفاصيل التي نتفق عليها ... فما لبثت بتحسس خاتمي وقلت بصوت مرتفع... تلوث الزمن بانهزام جيل المبادئ من الزمن الجميل .
فردت سلمى بنفس مستوى صوتي : ما بني على باطل فهو باطل .
انفجرت عزيزة قائلة بصوت أعلى قطبت حاجبي على أثره :لهذا تنتهي أغلب حكايتنا بالفشل ....هنا ردت سلمى بعد أن لمحت عياني برسالة سريعة وكأنها تطلب تأييدي : لقد ذهب جيل المبادئ والزمن الجميل ،وأختلط الحابل بالنابل، وأصبحنا ننام على فتنه ،ونقوم على فتنه .
وأخذت عزيزة تنهيده قويه وقالت بألم :الى أين نتجه ونحن نلهث خلف مجهول ...!!؟وقتها التقط أصابعهن من الجو وتشابكنا بقوة ليخف كل ذلك التوتر وحدثتهن : بأنه يجب إلا نفقد الثقة بالله أبداً، ولابد أن نستمر بإرسال أمانينا الى السماء وننتظر الوعد بالإجابة كما وعدنا بكتابه الكريم .
ردت سلمى : نحن نعيش نفس تفاصيل حرب العراق.
وهزت رأسها مؤكدة عزيزة كلام صديقتنا سلمى وأكدت: بأنها غاضبة لموضوع اجتماع الجامعة العربية التي خذلت العراقيين من قبل ...معلله بأنه مؤلم جدا بأن تكون الجامعة العربية التي تبنت حلم الوحدة العربية لا تمت الى واقعنا بصلة... لحضتها أرخيت أصابعي للتحرير أصابعهن وأغمضت عيني على نفس عميق، وشريط مؤلم جداً فقبل العراق كان هناك فلسطين ،وبعد العراق كان هناك اليمن ،وتونس ،ومصر ،وليبيا، واليوم سوريا... طعنات غدر لا تمحى وأنيين وانكسار لا يتوقف ومازالت الصرخة تبحث عن أذن المعتصم ونخوته... في نفس اللحظة تذكرنا كم من ألم تألمنا ونحن نداوي جرح يحتفظ بدمه ولم ندعه ينزف ... بينما غيرنا يتألمون من جراح تنزف بغزارة

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 07:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/111040.htm