الأربعاء, 23-يونيو-2004
المؤتمر نت - ظهر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في قمة الدول الصناعية في ولاية جورجيا الأميركية وهو يلبس الزي الوطني ويعتمر الكوفية ويتمترس بالخنجر كما يفعل كثير من اليمنيين، ولكن ذلك الظهور أثار نقاشاً طريفاً ولكنه محزن في الصحافة اليمنية، ووصل الأمر لاتهام الرئيس بأنه يلبس ملابس «انفصالية» وان هذه الملابس «شمالية» وهو إهمال للمحافظات الجنوبية، بل أن هناك من اعتبر ظهور الرئيس اليمني بملابسه الشعبية «عودة باليمن إلى ما كان عليه قبل الوحدة»!!
حاولت أن أجد تفسيراً لهذا الهجوم.... بقلم-أحمد الربعي -
ملابس الرئيس «الانفصالية»
ظهر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في قمة الدول الصناعية في ولاية جورجيا الأميركية وهو يلبس الزي الوطني ويعتمر الكوفية ويتمترس بالخنجر كما يفعل كثير من اليمنيين، ولكن ذلك الظهور أثار نقاشاً طريفاً ولكنه محزن في الصحافة اليمنية، ووصل الأمر لاتهام الرئيس بأنه يلبس ملابس «انفصالية» وان هذه الملابس «شمالية» وهو إهمال للمحافظات الجنوبية، بل أن هناك من اعتبر ظهور الرئيس اليمني بملابسه الشعبية «عودة باليمن إلى ما كان عليه قبل الوحدة»!!
حاولت أن أجد تفسيراً لهذا الهجوم الشديد على ملابس الرئيس اليمني فلم أجد تفسيرا سوى أن هناك كثيرا من الحساسية في تفسير الظواهر، وان بعض النفوس مشحونة إلى درجة غير عادية.
أن يلبس أي إنسان بمن في ذلك رئيس دولة ملابسه الشعبية فان هذا لا يعني ازدراء للأخريين من أبناء شعبه الذين يلبسون لباساً مختلفاً، وإلا فإننا سندخل في مشكلة لا تنتهي وخاصة في الدول الغنية بتنوع ملابسها، ولو أننا سنعطي لمثل هذه الملابس تفسيرات سياسية لدخلنا في نقاش بيزنطي لا ينتهي.
الرئيس العراقي الجديد ذهب إلى نفس القمة بملابسه التقليدية، فهل يجوز ان نقول انه بفعلته هذه ذهب يمثل قبيلة شمر ولا يمثل الشعب العراقي الذي تلبس أكثريته الملابس الإفرنجية؟ ولو جاء إلى العراق رئيس كردي فهل سنعتبره متآمراً على العرب العراقيين لو لبس الكوفية و«الشروال» الكردي التقليدي.
في الهند رئيس مسلم يلبس ملابس مختلفة عما يلبسه رئيس الوزراء السيخي، فهل سنعتبر الرئيس الهندي خرج على الإجماع لو سافر بملابسه التقليدية، أو نعتبر رئيس الوزراء السيخي الذي يلبس العمامة التي تغطي شعره الكثيف الذي يحرم دينه حلاقة شعره، معادياً للمسلمين؟ التنوع الثقافي والعرقي، والتنوع في اللباس واللهجات والرقصات في البلد الواحد هو دليل غنى وثقافة جميلة متنوعة، ولو جاء إلى اليمن رئيس من محافظة حضرموت لا يلبس العمامة التقليدية ولا يضع الخنجر على بطنه فهل سنتهمه بالانفصال لو لبس ملابسه الوطنية التقليدية؟
حوار اليمن حول ملابس الرئيس شاركت فيه شخصيات ثقافية مهمة، ودخلت فيه صحف المعارضة والحكومة، وهو بالتأكيد دليل على الرغبة العربية الجامحة في البحث عن نقاط اختلاف وللتمترس وراء متاريس الخلافات مهما كانت جانبية.
نقلاً عن الشرق الاوسط
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 03:11 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/11595.htm