الإثنين, 28-يونيو-2004
بقلم : محسـن الغشـم -
(نقابة الفاشلين).. وتسديد فواتير الأخطاء المؤجلة
بعد فوات الأوان تتضح الصورة وتظل الاستحقاقات هي الشيء الغائب الذي لا يملك الحضور الحاضر الذي لا يمكن الرحيل، وعندما يصير الخطأ صوابا والصواب خطأً من وجهة نظر من نسميهم بالمدافعين عن حرية الكلمة والذين قرروا وأصروا السير في الخط المعاكس والمخالف إلى حيث يعرفون، فمعهم غابت الحقيقة وضاعت معها كل الحقوق.
الصحفيين الموجودين خارج سور نقابة الفاشلين ومن تم استدراجهم وجرهم إلى معركة كلامية خاسرة في مواجهة مع قيادة النقابة التي خرجت عن إطارها الصحيح ودخلت في معمعة وضجيج تغذيه جهات حزبية معارضة، وأصبح الصحفي وحده هو من لا يملك حق رد الظلم عن نفسه ، وليس له نقابة تدافع عنه، لأن من يملكون رده هم أولئك الذين قادتهم الأهواء والمصالح الذاتية تحت مظلة التنسيق المشترك للوصول إلى ما وصلوا إليه.. وبذلك أفسدوا الروح الصحفية بمؤامرة ، وأصوات من لا علاقة لهم بأصوات الصحفيين.. وبسبب أن (الأصوات تعد ولا توزن) خسر الجميع في معركة أبطالها أولئك الصاعدون من وراء أقبية المؤتمر العام الثالث لنقابة الصحفيين.
وكما ذكرت في موضوع نشرته صحيفة (الوحدة) بعنوان (حمى التسابق في الوسط الصحفي) وما آلت إليه نتائج المؤتمر متناولا بعض السلبيات والمخالفات التي حدثت خلال فترة انعقاد المؤتمر، وهانحن الآن نجني بعض ثمارها وكما درج في الأمثال القديمة (جنت على نفسها براقش).
السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. لماذا كل هذه الحملة التي يشنها الصحفيون ضد نقابتهم في الوقت الخطأ..؟ وأبدوا امتعاضهم الشديد منها بعد فوات الأوان؟.. أم أنهم أدركوا أن الوقت أصبح مناسبا لتسديد فواتير واستحقاقات مؤجلة، ودفع ثمن المؤامرة التي غابت معها جميع التوازنات ، واختفت وراءها كل الشجون والاحتمالات ، في ظل قيادة استنزفت كل الطاقات وحولتها إلى هشيم تذره الرياح ..
ولعل غالبية الصحفيين وأصحاب الأصوات الحقيقية التي ضاعت وتناثرت هم وحدهم ضحية التآمر الذي نتج عنه انتخاب نقابة ، هدفها الرئيس أن تمثل نفسها فقط وليس لها أي هدف آخر.
ولأن ترجمة النتائج بلغات مختلفة: كلغة المصالح المشتركة التي لم تراعي أبسط حقوق الأسرة الصحفية، وصارت النقابة معنية فقط بالدفاع عن (حرية الكذب والتدجيل) والسعي إلى خدمة المصالح الحزبية الضيقة.
ما حدث ويحدث هو نتيجة حتمية لأخطاء ارتكبها الصحفيون بحق أنفسهم ، وعليهم تقبلها بروح رياضية، وليس للروح الصحفية مكانا بين كل هذه المتناقضات!!
ويجب ألا نستغرب من بعض الأحزاب التي تسعى لتوظيف المواقف وفق أهوائها ومصالحها، وقد فرحت كثيرا بهذا المنجز الذي يمثل بالنسبة لنا (خسارة كبيرة مقابل ربح خسيس).

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 10:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/11761.htm