الأحد, 05-سبتمبر-2004
المؤتمر نت -
المشاركون في مؤتمر العمارة يدعون إلى إعادة استخدام المباني الأثرية
عقد مؤتمر العمارة اليمنية بصنعاء أولى جلساته مساء أمس برعاية وزارة الثقافة والسياحة وناقش عدداً من أوراق العمل المقدمة من مختصين وباحثين عرباً، وأجانب.
حيث قدم الباحث البروفيسور السيد محمود البنا معه كلية الآثار بجامعة القاهرة ورقة عمل بعنوان (بعض معايير إعادة الاستخدام أو التأهيل للمباني الأثرية التي توقف استخدامها)، وأشار فيها إلى ما تتميز المباني الأثرية الإسلامية عن غيرها من منشآت الحضارات الأخرى، فهي لا تتواجد بشكل منفرد إلا في القليل النادر، بل تتجمع هذه المباني داخل إطار مدينة ذات نسيج متميز.
وهنا تكون البداية في رأي الباحث- بترميم العناصر المختلفة للآثار، والعمل على إيقاف مسببات التلف، ثم بتوظيفه أو تأهيله واستمرارية العناية به، صيانة للمحيط الأثري، وانسجاماً مع الطابع العام للمدينة أي الصيانة بمفهومها العام والشامل..
وقال الباحث البنا أن إعادة استخدام المباني الأثرية تعتبر تأكيداً للقاعدة العامة في صيانة الآثار، خاصة المباني الأثرية، إذ أن إجراءات الصيانة لمثل هذه المباني غير منتهية لاستمرارية اتصالها بالظروف المحيطة والوسيلة الوحيدة للحفاظ عليها هي الصيانة المستمرة.
مشيراً إلى أن إعادة استخدام المباني الأثرية له عائد اقتصادي واجتماعي، فمن أبرز مشاكل المباني الأثرية أو التاريخية اعتبارها قطاع الخدمات، وبالتالي فرعايتها بالصيانة والترميم والحماية يعتبر مستهلكاً للموارد المالية ومن ثم يفضل عند التعامل مع مثل هذه المباني تحويلها إلى قطاع الاستثمار.
وخلص الباحث البنا في ورقته المقدمة لمؤتمر العمارة اليمنية إلى أن معظم المباني الأثرية التي أعيد استخدامها تقع في قلب المدينة وعلى الشوارع الرئيسية ويسهل الوصول إليها مما يجعل الاستفادة من أنشطة هذه الوظائف يمتد ليشمل زوار المدن القديمة، وأن صيانة المناطق التاريخية يجب أن يصاحبها إحياء لأنشطتها، وأن إعادة توظيف المباني الأثرية في وظائف مناسبة يعتبر ضرورة يفرضها مفهوم الصيانة للمدن التاريخية الإسلامية، كما أن الوظائف الجديدة منسجمة ومتفقة مع الطابع الحضاري للمدينة القديمة، وهذا ما يجعل من إعادة الاستخدام في نفس الوظيفة او الأكثر قربا منها هو الإجراء المفضل، كما أوصى الباحث بأن تكون المدينة القديمة في حاجة إلى الوظيفة سواء لتأكيد هويتها وطابعها أو لتلبية رغبات ساكنيها ومن ثم الترغيب في البقاء فيها، وأن أي إضافات إنشائية تتطلبه الوظيفة الجديدة ينبغي إحداثها بشكل متوافق ومنسجم مع طابع المبنى القديم وفي نفس الوقت تكون حاملة لطابع العصر الذي أنشئت فيه، وبصفة عامة يجب اختيار الوظيفة المناسبة للمبنى من حيث فراغاته وموقعه، دون اللجوء بقدر الإمكان- إلى إحداث مثل هذه الإضافات.
واختتم الباحث البنا توصياته بالتأكيد على أن المدن التاريخية الإسلامية لا تختلف كثيراً فيما بينها في قواعد وأسس إجراءات التوظيف للمباني الأثرية، إذ أن ظروف هذه المدن وعناصرها وخصائصها تكاد تكون متشابهة إلى حد كبير.
من جانبه قدم الدكتور خالد باراشد ورقة عمل بعنوان (مقارنة النمط البنائي والتراثي للبيت البرجي في صنعاء القديمة وشبام حضرموت) أكد في بدايتها على أن طبيعة النسيج العمراني ومورفولوجية البناء والتشييد في كل من صنعاء القديمة وشبام حضرموت تدل على خبرات هندسية تراكمية زاخرة بموروث حضاري وثقافي تنفرد به اليمن بشكل واضح وأصيل فإزاء محدودية رقعة الأراضي المتاحة للبناء وفي مواجهة التضاريس الطبيعية والظروف البيئية والمناخية المحيطة.
واستهدفت دراسة الباحث باراشد إلى مقارنة الأسس التي يرتكز عليها النمط البنائي لمدينتي صنعاء وشبام حضرموت للإسهام في فهم جذور العمارة التقليدية في اليمن.
وأشار الباحث باراشد إلى أن العوامل المؤثرة في آليات تكوين النمط البرجي أهمها:
العقيدة: وهي عبادة من في السماء لذلك يبقى التطلع نحو الأعلى، فقد اتسمت الديانة اليمنية القديمة بصفة عقلانية فكانت رؤيتهم لآلتهم السماوية القمر والشمس والزهرة وغيرها من الأجرام السماوية، وكان بناء المعابد والصروح محاولة للتقرب من الآلة.
الثقافة: تنفرد الحضارة اليمنية عن الحضارات المجاورة كون فن العمارة يشكل فيها الهوية الثقافية للمجتمع، وجاء الشكل المعماري اليمني نتيجة عملية معقدة امتزجت فيها عدة عوامل من ضمنها الفن والتقاليد الاجتماعية.
السياسة: فالنزعة في إظهار النفوذ والسلطة دفع الإنسان اليمني إلى تشييد القلاع والقصور كرمز للسلطة السياسية.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 07:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/14317.htm