الثلاثاء, 14-سبتمبر-2004
بقلم /أحمد الربعي -
فوضى استخدام المنابر
إما أن تكون المساجد بيوتاً للعبادة، أو أن تكون مقرات للأحزاب، ومكاناً للتحريض على التطرف والعنف. وما حدث من أزمة بين الحكومة الأردنية وجماعة الإخوان المسلمين المسيطرين على عدد من المساجد ليس حالة استثنائية، فلقد حذر ولي العهد السعودي ووزير الأوقاف السعودي اكثر من مرة من استخدام المنابر للتحريض على العنف، وتم فصل عدد من الخطباء ومنعهم من استخدام بيوت الله في الكويت ودول عربية كثيرة.
الدولة معنية بحماية الناس، ومنع استغلال منابر المساجد لتحقيق أهداف حزبية، وليس هناك دين في العالم لديه فرصة لتثقيف اتباعه بطريق منظمة وأسبوعية مثل الإسلام. ومثل هذه المناسبة حيث يجتمع مئات الملايين كل يوم جمعة في المساجد وهي فرصة للتوعية الدينية والاجتماعية، وهي فرصة نادرة لطرح فكر البناء بدلا من فكر الهدم، ونشر فكر التسامح بدلا من فكر التكفير وضيق الصدور.
يحتاج المدرس لسنوات عديدة لكي يحمل شهادة تسمح له بالتدريس وكذلك الحال بالنسبة لبقية المهن، لكن مهنة الخطابة في الناس والدعوة بالموعظة الحسنة يمارسها الآلاف من غير المؤهلين ومن أنصاف المتعلمين والمتفيهقين في طول العالم الإسلامي وعرضه. وما اندر ما دخل المسلمون إلى صلاة الجمعة وخرجوا من هذه المناسبة النادرة بشيء جديد ورؤية واضحة لأعمار الكون، معالجة جادة بعيدا عن الزجر والتخويف بقضايا الفساد والتخلف وتردي الخدمات وتأخر الأمة عن ركب الحضارة البشرية.
لقد وجد التطرف في غفلة أولى الأمر وغفلة الدعاة الصادقين المعتدلين فرصة فراح يمارس دور تخريب عقول الشباب وزرع الفتن والتطرف مستغلا منبر المسجد. واستغل التطرف بناء مساجد عشوائية بالآلاف في القرى والأرياف وأطراف المدن لا تعلم عنها الدولة شيئا فحولها إلى مصانع لتفريخ المتطرفين وغسل أدمغة الشباب والمراهقين.
المساجد بيوت الله وليست بيوت الأحزاب المتطرفة. وصمت بعض الحكومات الإسلامية عن هذه الحالة جريمة بحق الناس وبحق المستقبل.
# الشرق الاوسط
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 06:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/14674.htm