الأحد, 23-أغسطس-2020
المؤتمر نت -     شوقي شاهر -
المؤتمر والوطن
من اساسيات الحكم الناجح أن تجمع لا أن تفرق.. ومن اساسيات الحكم العادل ان تستوعب الجميع وتأخذ برأي الجميع.. ومن اساسيات الحكم لأجل التنمية ان تشحذ همم الجميع وان تشركهم جميعا نحو العمل والبناء... الجميع ودون استثناء أو اقصاء فيستفيد البلد من الجهود والطاقات التي يمتلكها ابنائه أفرادا وجماعات ومن كل المكونات والاتجاهات.

ولإحداث الاستقرار والنهوض يجب ان يتمتع ابناء المجتمع بفكر ورؤىً خالية من الشوائب العصبية والافكار المتشنجة والأُطر الضيقة .. ويجب ان يشعر كل فرد في المجتمع بأن له مكانته وموقعه الذي من خلاله يتمكن من اداء دروه تجاه البلد من حيث هو ، لا أن يتم إقصائه بسبب انتمائه لتنظيم أو لحزب معين مالم يثبت فشله أو تقصيره في مهامه وعمله.

وخلال عقود مضت وبالتحديد منذ تأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24/8/1982 اسهم هذا التنظيم في ترسيخ نظريته في الحكم تسعى للم شمل ابناء الوطن الواحد بعد حروب داخلية وانقسامات شهدتها الرؤى والاتجاهات انعكست على السلم الاجتماعي والعمل التنموي.. واستندت هذه التجربة على قاعدة الاختلاف ضمن إطار الإئتلاف وعلى مرجعية الميثاق الوطني الذي توافقت على نصوصه ومضامينه كافة القوى والتيارات السياسية حينذاك وعلى اساس ذلك تم انقاذ البلد ونزع فتيل أي صراع كامن او قادم حيث ضمن الجميع تواجده على صعيد البناء الوطني والسياسي والتنموي.

وليس بخافٍ على أحد ان ماتلى ذلك كان يجسد مرحلةً متطورة في العمل الوطني على مختلف اتجاهاته فكان للإستقرار والتنمية الصوت الاعلى والتجسيد الامثل لحياة على الاقل سمحت للمواطن العيش ضمن بيئة آمنة وطبيعية ووفق مسار حظيّ بإتفاق الجميع.

لقد كانت تجربة المؤتمر الشعبي العام في الحكم تجربة رائدة اثبتت الاحداث بأنها الاجدر بالبقاء والثبات لاعتبارات عدة ليس بأهمها انها تجربة دعت الجميع للعمل المشترك وبمختلف توجهاتهم وإتجاهاتهم.

ومع ذلك فإن هذه التجربة وتلك المرحلة هي كغيرها من المراحل التاريخية والإنسانية بحاجة إلى تقييم وذلك على الرغم من التقزم البديهي لكافة التجارب المماثلة وهو ما يجعل من عملية المقارنة هنا مجرد عمل عبثي. ومع ذلك ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الـ 38 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام لمن الواجب علينا إعادة النظر في كافة المحطات والمراحل التي مر بها المؤتمر الشعبي العام والتخلص من كل السلبيات التي اضعفت من دروه الوطني ومن ريادته.

يجب على المؤتمر التجديد في كل مستوياته وأطره االتنظيمة ليلبي طموحات قواعده وكوادره ويسهم في إعادة بناء البلد وفق رؤية وطنية خالصة ووفق عمل تنظيمي لايتيح لأيٍ كان ان يجعل منه وسيلةً لتقديم مصالحه الخاصة والانتهازية على حساب التنظيم والوطن.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 09:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/152580.htm