الثلاثاء, 05-أكتوبر-2004
مطهر لقمان (باحث قانوني) -
فقط الانتخابات الأمريكية: لها جمهورَيْن انتخابيين.. !!
صار من المعلوم – عبر مختلف المصادر العلمية- أن الدستور الأمريكي المنجز عام 1786م قد مثل بمجموع نصوصه المعروفة.. خطوة لا سابق لها في التاريخ /مبادئ الفصل بين السلطات/ أسس ممارسة الحريات الخاصة والعامة/ سيادة القانون، أي سواسية الناس أمام القانون/ الديمقراطية (الشعبية) ، أي حق جميع أفراد الشعب في اختيار الحكام (الانتخاب الحر والمباشر)/ حق الأفراد في نشدان السعادة/ حرية الرأي والتعبير عن الرأي (حرية الصحافة والإعلام)/ الحقوق والقيم الفردية (الليبرالية البراغماتية)..، وغير ذلك من مبادئ وصور العدالة الإنسانية تقنيناً لأفضل ما أنتجته تراكمية التجارب الحضارية المتعاقبة عبر التاريخ في شرق الأرض وغربها وأرقى ما أدركه عقل الإنسان.
وبقدر تأريخية تلك الخطوة التي لم يكن لها سابق في التاريخ حتى حصولها آنذاك.. كانت بذات القدر نتيجته في الحاضر بهذه الولايات المتحدة الأمريكية..، إنها الإمبراطورية العالمية التي لم يعرف التاريخ لها مثيل.. سواء من حيث تعدد وتنوع وسائل نفوذها على كل أرجاء العالم أو من حيث فعالية وسائل ممارسة النفوذ ، وصولاً إلى قدرة الوصول السريع – بفعل التقنية المعاصرة- إلى أي جزء من العالم.. إمبراطورية عالمية بلا حدود جغرافية .. ربما بما لم ينبغِ لأحد من قبلها.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2004م وبوقائع الحملة الانتخابية بين المرشحين /بوش، كيري/ وكما يعايشها العالم يوماً بيوم جعلت من معظم دول وشعوب العالم في حكم الجمهور الانتخابي الأمريكي الداخلي.. إنها بالفعل الانتخابات الأولى في تاريخ البلدان التي لها جمهورين انتخابيين - جمهور انتخابي داخلي (أصيل) يؤثر فيها ويتأثر بها، وجمهور انتخابي خارجي (تابع) يتأثر بها ولا يؤثر فيها.
فهل يمكن أن يأتي اليوم الذي تستطيع فيه الثقافة والعقلية الانتخابية الأمريكية استيعاب هذه الحقيقة الموضوعية التي أضحت من حقائق العالم الجديد!!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 05:59 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/15380.htm