الخميس, 28-أكتوبر-2004
المؤتمرنت -
نادية عبدالله..أول محامية مصرية تترافع في قضايا الصم والبكم
ولدت لأبوين أصمين وشقيقة، كلهم يعانون من الصمم والبكم فكرت وهي صغيرة أن تتقن التعامل معهم، فتعلمت لغة الاشارة وفكرت أن تدافع عن حقوق 3 ملايين مصري أصم وأبكم، فقررت دراسة الحقوق، والترافع عن قضاياهم من خلال مؤسسة شكلتها وعدد من الأصدقاء اطلقوا عليها «الصرخة»، انها حكاية القانونية نادية عبدالله، أول محامية مصرية عرفت التخصص بقضايا الصم والبكم، وهذه حكايتها. اتقنت الصغيرة نادية لغة الاشارة جيدا وبرعت فيها, وأصبحت همزة الوصل بين أسرتها وبين المحيطين بهم واتسع نطاق تعاملها مع الصم والبكم ليتعدى حدود أسرتها ويشمل أيضاً الجيران، والأقارب، فعرف عنها أتقانها للغة الاشارة في المناطق المحيطة بها.كبرت نادية ودخلت الجامعة، والحدوتة بداخلها ،درست الحقوق، ومن خلال تعاملها مع الصم والبكم شعرت أن الحقوق القانونية لهذه الفئة قد تضيع أو تهدر نتيجة لعدم فهم المحامين أو القضاة لما يريد أن يقوله الأصم.
حسب حوار نشرته معها جريدة الراى العام الكويتية فان نادية انطلقت كمحامية، ومن ثم التحقت بالجمعية المصرية لحقوق الانسان وهناك عرضت على مدير الجمعية تخصيص قسم خاص للدفاع عن الصم والبكم وتولت هي مسؤوليته ولاقت الفكرة ترحيباً كبيراً من ادارة الجمعية ووجدت أيضا اقبالا هائلا من المتقاضين من الصم والبكم حيث اعتبروا الجمعية الملاذ والمخرج من الدائرة الصعبة التي كان يعيش فيها المحامون، بالاضافة الى الدفاع عن قضايا الصم والبكم نجحت نادية عبدالله من خلال الجمعية في عقد ندوات ودورات تدريبية للصم بهدف توعيتهم بحقوقهم القانونية وعقد دورات أخرى للمتطوعين في خدمة الصم والبكم.
وتؤكد نادية عبدالله أن الأشخاص الصم لهم صفات خاصة تتطلب التعامل معهم بشكل معين حيث يتمتع الأصم بدرجة عالية من الذكاء لكنه قد يكون عصبيا للغاية وتؤدي تصرفاته في أحيان كثيرة الى استياء البعض منه، لكنه لا يدرك أن أفعاله وعصبيته شيء طبيعي، بالاضافة الى أن الأصم غالباً ما يميل الى الشك فيمن حوله وعدم الثقة فيهم.
ومن بين أبرز هذه القضايا قضية الفتاة الصماء وحيدة التي اغتصبها 4 من الصم وشخص متكلم ثم قتلوها، وكانت هذه الفتاة تتمتع بقدر عال من الجمال، وقد كنت موكلة من أسرة المجني عليها، وعشت وقتها أياماً عصيبة للغاية فأنا دائماً ما أدافع عن الصم لكن في هذه القضية وجدت نفسي أطالب بالقصاص من الصم: وقد أحزنني ذلك كثيراً وفي النهاية حكمت المحكمة باعدام أحد الصم والسجن لفترات متفاوته لباقي المتهمين.
وتطالب المحامية نادية عبدالله بضرورة تخصيص قناة عربية للصم تترجم لهم البرامج والأفلام والمسلسلات على أن تتضمن البرامج المقدمة لهم التوعية الثقافية والقانونية والصحية وغيرها، كما يحدث في أميركا وأوروبا حيث تم تخصيص قناة لهم، بالاضافة الى جامعتهم المشهورة في أميركا وهي جامعة «جالوت» والتي خرجت الآلاف من الصم والبكم في مختلف المجالات والتخصصات
الراية

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 05:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/16117.htm