الإثنين, 01-نوفمبر-2004
المؤتمرنت -
رمضان بالنرويج صحوة في ليل دامس
أقبل رمضان على النرويج هذه السنة بعد عام مضى ازداد فيه الاستعداء على المسلمين في أوروبا بأسرها بما في ذلك النرويج، ورغم ذلك فإن هذا الاستعداء الذي أخذ أشكالا كثيرة ليس أقلها وصم المسلمين بالتخلف ودينهم بالإرهاب والرجعية ولد ردة فعل عكسية دفعت المسلمين إلى التمسك بدينهم وغير المسلمين إلى التعرف على هذا الدين.
ولقد دفع ذلك بعض النرويجيين إلى محاولة التعرف على الإسلام والمسلمين خاصة بعد التغير الذي لمسوه لدى سلوك المسلمين وعاداتهم في شهر رمضان دون غيره من الأشهر.
فهذه آنا هيغه الاختصاصية في علم الاجتماع والتربية ذكرت في حديث مع الجزيرة نت أنها لمست تغيرا كبيرا في سلوك المسلمين في شهر رمضان، وأن أخلاقياتهم في هذا الشهر تتميز بالشفافية والوقار، وأكدت أن هذا دفعها للاطلاع على الإسلام والتعرف عليه عن كثب.
وأعربت هيغه عن إعجابها بالتحول الكبير الذي يطرأ على حياة المسلمين في هذا الشهر، مشيرة إلى أنها كانت دوما مقتنعة بأن التدين المعتدل يهذب السلوك الإنساني، وأنه ليس أفضل للرقي بالأنماط والسلوكيات من انخراطها في الدين والتزامها بتعاليمه.

الصحوة قلبت الموازين
ولا يخفى على أحد مظاهر الصحوة لدى المسلمين في بلاد المهجر، وهذا ما أكده كمال عمارة إمام وخطيب مسجد الرابطة الإسلامية بأوسلو، والذي قال للجزيرة نت إنه قبل 15 عاما في النرويج كان يصوم المسلم ويصلى خفية، كما كانت النساء اللاتي يرتدين الحجاب يفعلن ذلك على استحياء، أما الآن فقد تغير الأمر، فمن يفطر من المسلمين في شهر رمضان فإنه لا يظهر ذلك أمام المسلمين، كما انتشر ارتداء الحجاب في بلاد المهجر ولا تجد المسلمة حرجا في لبسه.

"هناك مشكلات تتعلق بالوقت الشرعي للصيام في أوروبا، حيث أنه في فصل الشتاء يمتد الليل من 18 إلى 24 ساعة بالنرويج ودول شمال أوروبا، وفي الصيف يمتد النهار مثل ذلك، وهي ما تسمى حالة انعدام النهار أو ديمومته

" وأضاف عمارة أن المساجد خاصة في شهر رمضان تمتلئ بالمصلين ويحرص المسلمون على إحياء شعائرهم الدينية، فهذا الشهر فرصة لتأكيد قدرة المسلمين على تطبيق هذا الركن المهم على أكمل وجه في محيط لا يساعد كثيرا على ذلك، مشيرا إلى أن تجربة الصوم تشكل بالنسبة للمسلمين الفرصة الوحيدة للعيش في أجواء عائلية قريبة من أجواء بيئاتهم الأصلية.
وعلى الرغم من هذه الأجواء الطيبة التي يعيشها المسلمون في أوروبا في رمضان، فإن هناك مشكلات تتعلق بالوقت الشرعي للصيام، ذلك أنه في فصل الشتاء يمتد الليل من 18 إلى 24 ساعة بالنرويج ودول شمال أوروبا، وفي الصيف يمتد النهار مثل ذلك، وهي ما تسمى حالة انعدام النهار أو ديمومته.
وهذا الأمر خلق مسألة فقهية ملحة تحتاج إلى نظر، وهو ما دفع مجلس الإفتاء الأوروبي إلى تقديم عدة أبحاث ودراسات اجتهادية في مسألتي الصلاة والصيام. وعلى الرغم من عدم حسم المسألة فإن أبحاثا فقهية كثيرة أوجدت للمسلمين مخرجا في هذا الشأن، وترتب على ذلك أن بعضهم أصبح يصوم وفق أقرب مدينة يتميز فيها الليل عن النهار، فيما يفطر آخرون وفقا لبلدانهم الأصلية، ويتبع فريق آخر توقيت مكة المكرمة، فيما بقي الأكثر على صومه وفقا لتوقيت البلاد الذي يمتد فيه النهار في فصل الصيف إلى 18 ساعة، وبعضهم يفطر إذا شق عليه الصيام، ليقضي في أيام أخرى.
___________________
نقلاً عن الجزيرة نت



تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 12:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/16217.htm