الأحد, 07-نوفمبر-2004
المؤتمرنت-توفيق العريقي -
من هدي رمضان
أوشك الشهر الذي انتظرنا قدومه على الانتهاء، وبدأت سجلات أيامه الأخيرة على رصد أسماء المرشحين لنيل العتق من النار يوم والواقعة، وأخذت ملائكة الرحمة تحصد العدد الأكبر من المرشحين للعتق على ملائكة العذاب.
فالذي وصف نفسه بالـ (القهار، شديد العقاب، القوي، المنتقم) وصف نفسه وأثنى عليها في العديد من الآيات القرآنية بالـ (الرحمن، الرحيم، الغفور، الودود، السميع، العليم، المجيب، البصير).
إن من رحمة المولى عزوجل أن جعل لنا شهراً كاملاً نصوم فيه عن أكل الحرام واللغط والنظر إلى المحرمات ولتهذيب النفس البشرية كما أنه يعلمنا كيفية الإحساس بآلام الفقراء ويمنحنا الصحة لقوله صلى الله عليه وسلم (صوموا تصحوا).
فقد ثبت أن الصيام يخفف مادة السكر في الدم والآلام التي تطرأ على المعدة من سوء الهضم والمغص ونحوها، كما أن له فوائد عدة يستفيد منها الإنسان في محاسبة النفس الأمارة بالسوء كالرفث والفسوق وتهذيب النفس وحسن المعاملة مع الآخرين والابتعاد عن المحارم والإكثار من العبادات التي تقرب العبد لربه وتجعله في منزلة استجابة ربه لدعائه، بيد أن الله سبحانه وتعالى جعل للصائم منزلة عالية عنده وفتح له أبواب الجنان وكما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة (إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل من الصائمون) كما أن الرائحة التي تخرج من فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وكما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).
وقد جعل الله شهر رمضان للمسلم كفارة للذنوب رحمة منه سبحانه وتعالى فمن رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما إلا أن يشرك بالله وجعل فيها ليلةً خير من ألف شهر (ليلة القدر) التي أنزل فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فهي ليلة تنزل فيها الملائكة إلى الأرض بإذنٍ من ربهم ويُغفر فيها ذنوب العباد وعن النبي صلوات الله وسلامه عليه (إذا أدرك أحدكم ليلة القدر فليقل اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عني) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
فعلينا أن نقتدي برسولنا الكريم فإذا ما دخلت العشر الأواخر من رمضان شد المأزر وكان أجود من الريح المرسلة وتقرب إلى الله بالنوافل وأكثر من الدعاء وألتزم المسجد وأكثر من قراءة القرآن والاستغفار والتسبيح والحمد والثناء لله تعالى رغم ما غُفر له من الذنوب المتقدمة والمتأخرة إلا أن كل ذلك يدل على ضرورة الاستفادة من الأيام الأخيرة لرمضان في إخلاص العبادات لله سبحانه وتعالى وعلى أن يحرص الإنسان بقدر ما يستطيع أن يكون من العتقاء الذي يعتق الله رقابهم من النار في شهر رمضان.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 02:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/16359.htm