المؤتمر نت -

الأربعاء, 22-يونيو-2022
عمار الأسودي -
العسل اليمني..ضحية جشع المحطبين.. وانتكاسة في المردود الأقتصادي
يعتبر العسل اليمني من اجود انواع العسل في العالم رغم كثرة الاصناف العالمية "عالية الجودة" الا ان العسل اليمني ينفرد بصفات النقاوة التي تميزه عن نظرائه.

وقد جمع العسل اليمني في محتواه لذة المذاق والفوائد الوفيرة وطراوة القوام متفردا عن بقية الاصناف العالمية،ويشهد على ذلك العديد من المؤرخين والرحالة الذين ذكروا واطروا جودة العسل اليمني في العديد من المناسبات.

للعسل اليمني اهمية كبيرة ومساهمة فاعلة في الاقتصاد الوطني والحصاد الزراعي فهو منتج وطني خالص مائة بالمائة وللنحل دور كبير في عملية تلقيح المحاصيل الزراعية لما له من تأثير كبير ومباشر خاصة في مجال التنوع الحيوي وحماية النباتات البرية، مما يساعد في إدارة الموارد للمحافظة على الزراعة المستدامة في ظل التغيرات المناخية الحالية وما يرافقها من إنتشار آفات مضرة للتنوع البيئي.

وبالتالي فإن المحافظة على النحل أمر في غاية الأهمية و هناك حاجة ملحة للحفاظ على مصادر غذائه ويجب التعاون من قبل مربي النحل والخبراء والمسؤولين على حفظ بيئته الطبيعية والتصدي لايادي العابثين من المحطبين وعقد المؤتمرات والندوات لبيان أهمية دور النحل في النظام البيئي وآلية المحافظة عليه وتسليط الضوء على قطاع يعتبر رافد اقتصادي كبير وتحسين مساهمته في الدخل الوطني لتنوع القيمة الاقتصادية له.

للأسف الشديد يعاني النحالون وتجار العسل اليمني اليوم من ظاهرة جديدة تفتك بآلية انتاج العسل وتهدد وجود النحل الضروري وتعبث في التوازن البيئي الطبيعي الذي اوجده الله سبحانه وتعالى، هذه الظاهرة هي التحطيب الذي اصبح بمثابة قنبلة موقوتة في جسد الاقتصاد الوطني.

تحطيب اشجار السدر والسمُر والسلام اشبه بالطعن في الهوية والإرث اليماني وجحد عرق الاباء والاجداد ونوع جديد من العدوان والعبث ضد الاقتصاد الوطني.

هذه الاشجار اليمانية وخاصة السدر لا توجد الا في هذه الارض وقد تفردت اليمن منذ آلاف السنين بها واخرجت من بطونها اجود انواع العسل والشفاء والحفاظ على هذه الاشجار من ايادي اعداء الحياة والعابثين من المحطبين مهمة وطنية ورسالة انسانية محملة على عاتقنا جميعا.

يناشد النحالون وتجار العسل حكومة الانقاذ والرؤية الوطنية بمسارعة التدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف عبث المحطبين و ضرورة انهاء هذه الظاهرة الخبيثة نظرا لآثارها المدمرة على الاقتصاد الوطني والهوية اليمانية، و يستدعي الامر العجلة في التحرك ضد هذه الآفة لأن كل شجرة تقطع في يوم واحد تستغرق سنين طويلة لتحل مكانها اخرى.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 04:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/164266.htm