الإثنين, 15-نوفمبر-2004
المؤتمرنت -
العيد يوحد مسلمي أسبانيا
يحتفل مسلمو أسبانيا بعيد الفطر للعام 1425 هجرية في يوم واحد لا في أيام متتالية كما كان يحدث في السنوات السابقة بالرغم من التزام كل جالية بالصوم مع بلدها الأصلي، حيث تصادف أن شهر رمضان بدأ في ذات اليوم في بلادهم الأصلية.
وأغلب المهاجرين من مسلمي أسبانيا جاؤوا إليها منذ سنوات قليلة؛ لذلك يحنون إلى بلدانهم الأصلية خلال الأعياد والمناسبات الدينية الكبرى مثل شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى. وهذا الحنين يجعل أغلبهم يرتبط في الاحتفال بهذه المناسبات الكبرى ببلدانهم الأصلية حيث يصوم المغاربة مع المغرب، والجزائريون مع الجزائر والمصريون مع مصر.
وبدأت العديد من الدول العربية وعلى رأسها مصر والمغرب صيام شهر رمضان المبارك الجمعة 15-10-2004، كما أن الأحد 14-11-2004 يصادف أول أيام عيد الفطر وفقا للحسابات الفلكية لهذه الدول، وهو ما يجعل أبناء الجاليات العربية في أسبانيا يتوحدون في احتفالهم بالعيد. وإضافة إلى ذلك أعلن المجلس الإسلامي للأهلة التابع للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا وللمجلس الأوربي للبحوث والإفتاء الجمعة 12-11-2004 أن الأحد هو أول أيام العيد في أوربا.

التوقيت المغربي يتسيد
وتقول تقارير صحفية إن المهاجرين في أسبانيا ظلوا لسنوات طويلة يعتبرون توقيت الصيام أو الأعياد في المغرب هو نفسه الذي يعتمد في أسبانيا نظرا لتأثير الجالية المغربية الأكثر عددا في أسبانيا على باقي الجاليات. كما أن أغلب جمعيات المهاجرين في أسبانيا هي جمعيات مغربية وتضم في أغلبها العمال المغاربة.
ومع ذلك حاولت جمعيات كثيرة أن توحد الكلمة وتجعل توقيت رمضان أو الأعياد في أسبانيا موحدا. لكن الكثير من المهاجرين، خصوصا المغاربة لا يقبلون بتوقيت مختلف عن المغرب.
وقال المغربي سعيد دزيري المقيم في أسبانيا منذ عشرة أعوام: "لا يبدو لي سهلا الاحتفال بالعيد في أسبانيا بتوقيت مختلف عن احتفال أسرتي في المغرب، نحن نهنئ بعضنا البعض في يوم واحد ونتحدث طويلا في الهاتف مع كل أفراد العائلة، إنها مسألة نفسية، لذلك من الصعب أن أتصل بعائلتي في يوم مختلف وأهنئها بينما أفرادها صائمون أو أنهم يحتفلون بالعيد وأنا في أسبانيا ما أزال صائما".

سبتة ومليلية
المسألة الأخرى التي تجعل التوقيت المغربي حاسما في أسبانيا هي مسألة مدينتي سبتة ومليلية بشمال المغرب، ففي هاتين المدينتين اللتين تحتلهما أسبانيا منذ قرون يوجد الآلاف من المغاربة الحاملين للجنسية الأسبانية، وهؤلاء ظلوا دائما مرتبطين بالمغرب في توقيت المناسبات الإسلامية، ولهم تأثيرهم على باقي أفراد الجالية المسلمة في أسبانيا مما يجعل الاحتفال بهذه المناسبات خارج التوقيت المغربي أمرا بالغ الصعوبة.
كما أن بعض المسلمين الأسبان من أصل مغربي وصلوا إلى مناصب المسؤولية مثل رئاسة البلدية في مليلية ومستشارين بلديين وبذلك يفرضون بحكم الواقع التوقيت المغربي على باقي أفراد الجالية المسلمة.

صلاة العيد في الأزقة
ويوجد في العاصمة مدريد وحدها حوالي مئة ألف مسلم، دون احتساب المهاجرين الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة القانونية. وهذا العدد يضم تنوعا كبيرا في الأعراق والجنسيات حيث تقوم كل مجموعة من المهاجرين بتأسيس مسجد خاص لنفسها تحاول من خلاله الحفاظ على نفسها من خطر الشتات، ليس في المجتمع الأسباني المسيحي فقط، بل أيضا خوفا من "الضياع" وسط أفراد الجاليات المسلمة الأخرى التي تعاني كثيرا من التفرق في بلد حديث عهد بالهجرة.
وفي مختلف المدن الأسبانية حيث يقارب عدد المسلمين المليون توجد المئات من المساجد الصغيرة خاصة بالجاليات المسلمة؛ فهناك مساجد كثيرة للمغاربة، وهناك مساجد أخرى للمصريين واللبنانيين والتايلنديين والصينيين والجزائريين وغيرهم. ويوجد مسجد للجالية الباكستانية على بضعة أمتار من مسجد الجالية البنغالية (بنجلاديش). وفي منطقة "ديليثياس" يوجد مسجد خاص بأفراد الجالية العراقية.
وبما أن الأغلبية الساحقة من هذه المساجد هي عبارة عن محلات صغيرة أسفل العمارات والمنازل، فإن أغلب الذين يؤمونها هم من الرجال، فيما يتعذر في كثير من الأحيان تخصيص قاعات للنساء، وفي كثير من الأحيان يضطر المصلون إلى فرش الأزقة المجاورة لهذه المساجد خصوصا خلال شهر رمضان، أو خلال عيد الفطر حين تضيق بالمصلين.
وخلال شهر رمضان امتلأت عن آخرها المساجد الصغيرة في مدريد بالمصلين، وخصوصا في المناطق التي تعرف تركيزا كبيرا لأفراد الجالية المسلمة. ففي مناطق "تيرسيو دي مولينا" و" لابابييس" و"ديليثياس" تتحول هذه المساجد إلى مراكز ثقافية ويمضي فيها المصلون وقتا أطول بكثير من الأيام العادية.
نقلاً عن "إسلام أون لاين.نت"
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 10:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/16494.htm