الثلاثاء, 12-أبريل-2005
. -
لا مكان لدعاة العصبية
برهنت الاحداث الكثيرة التي مر بها شعبنا بأن نزعات التعصب والأفكار الظلامية المدفوعة بطابع سلالي أو مذهبي أو عنصري لم يعد لها أي مكان في وطننا أو بين صفوف ابنائه بعد أن تجاوز شعبنا تلك الموروثات المتخلفة بقيام ثورته المباركة وانتصار نظامه الجمهوري وامتلاكه لارادته وقراره وحقه في حكم نفسه بنفسه بعيداً عن أية وصاية أو تسلط على أموره.
- واتساقاً مع تلك الحقيقة فقد كان من الطبيعي أن تمنى كل المحاولات التي استهدفت القفز على هذه الثوابت بالفشل الذريع وأن يتيقن كل من في نفسه مرض أن إعادة اليمن إلى الوراء هي المستحيل بعينه بعد أن شب هذا الشعب عن الطوق واختار توجهاته التي تحفز على المضي في طريق تحقيق تطلعاته وكسب رهاناته وإنجاز خياراته في التطور والنمو والوحدة والديمقراطية وإقامة الدولة اليمنية الحديثة التي تحتل مكانتها الريادية بين الإقليمية والدولية.
- وحيال ذلك يغدو من الواضح أن حلقتي الفتنة اللتين أشعلهما الصريع حسين بدر الدين الحوثي ووالده في محافظة صعدة إنما هما اللتان كانتا نتاج تفكير غير سوي انساق، بضلالة وعلى غير هدى، إلى ركوب الموجة وإعلان التمرد والعصيان والخروج على النظام والقانون والشرعية الدستورية والديمقراطية.
- ومثل هذه الحالة المنحرفة والتي تم التصدي لها وإجهاضها في مهدها من قبل أبطال القوات المسلحة والأمن وكل المواطنين الشرفاء لا تختلف في طابعها عن تلك الأفعال التي تقترفها تلك التنظيمات والتشكيلات التي اعتنقت ثقافة التطرف والغلو والإرهاب، فكما تعمل هذه الجماعات على تشويه صورة الإسلام وقيمه السامية إلى جانب استعداء الآخرين على شعوبها وأوطانها فإن دعاة العصبية السلالية والعنصرية كما هو حال الحوثي وأتباعه المتمردين هم من تقودهم أحقادهم ورؤاهم المتزمتة إلى إشاعة وتكريس أجواء الفوضى وإثارة الخلافات التي يرمون من خلالها إلى شق الصف الوطني وتمزيق الجبهة الداخلية وخلق الاضطراب الذي ينال من الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع، لاعتقادهم بأن خلق مثل هذه الأجواء هو من سيتيح لهم إعادة عقارب الساعة إلى واقع الهيمنة السلالية وزمن الاستبداد الإمامي الكهنوتي الذي تخلص منه شعبنا إلى الأبد، بعد أنهار من الدماء وتضحيات جسيمة وغالية توجت بانتصار هذا الشعب واستعادته لحريته وكرامته وحقه في الحياة الآمنة والمستقرة.
- ولأن هؤلاء لا رصيد لهم يذكر في الماضي ولا في الحاضر فإنه يستحيل أن يكون لهم مستقبل يراهنون عليه بعد أن انساقوا وراء أهوائهم وخرجوا على الإجماع وخالفوا سنن الحياة ومنطق الحق والصواب وزينت لهم نفوسهم المريضة إمكانية العودة بهذا الوطن إلى عصورهم المظلمة والكالحة وإخضاع الشعب لقهرهم وظلامهم وجاهليتهم دون إدراك أنه لم يعد هناك أي مجال لاسترقاق الشعوب واستعبادهم


افتتاحية صحيفة الثورة


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 04:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/20739.htm