الأربعاء, 28-سبتمبر-2005
المؤتمر نت - محمد علي سعد محمد علي سعد -
المعارضة اليمنية 15 عاماً من الديمقراطية وأزمة الواقع
منذ قيام الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م ومعها بدأت الحياة السياسية والحزبية والتعدد الصحفي يأخذ دوره في الإسهام ببناء الوطن بصورة علنية كفلها دستور دولة الوحدة ونظمتها القوانين.. وبدأت العديد من الأحزاب فتح دكاكينها الحزبية الخاصة وأصدرت الصحف الناطقة بلسانها في بداية حقيقية لمرحلة ديمقراطية علنية الغرض منها ومن إقرارها في الدستور يكمن في الاعتراف بحق الرأي والرأي الآخر وبضرورة التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة والعلنية والمباشرة ومن أجل أن تتنافس الأحزاب السياسية من خلال برامجها ومشاريع خططها المعلنة في قضايا التنمية والاقتصاد والسياسة ، تتنافس كل الأحزاب من أجل خدمة وطن واستقرار مواطنيه عن طريق طرح ما لديها من اطروحات وتقديم أفضل كفاءاتها إلى الحملات الانتخابية بغية الفوز بثقة الناخب والوصول إلى أحقيه تمثيله في البرلمان أو حتى في رئاسة الجمهورية.
واليوم وبعد مرور أكثر من 15 عاماً على التجربة الديمقراطية بما فيها من تعدد حزبي وسياسي واعلامي نجد أن هناك الكثير مما يشوب التجربة الديمقراطية ويشوب الممارسة السياسية للأحزاب لدرجة نستطيع فيها أن نجزم القول أن الأحزاب السياسية لم تعي تماما الغاية النبيلة من الديمقراطية ولم تدرك أصول اللعبة الديمقراطية وشروط التعاطي معها وفي هذا المقام نجد أن الأحزاب المعارضة مثلاً يؤخذ عليها من خلال ممارستها الديمقراطية جوانب قصور ظاهرة للعيان ومؤثرة عليها وعلى مستقبل نشاطاتها السياسية ومستقبل علاقاتها بالشارع وهمومه وهذه الجوانب يمكن ايجازها أو لنقل بعبارة أدق إيجاز أبرزها في النقاط التالية :
أولاً: سعت الأحزاب منذ الإعلان عن نفسها للتقرب من السلطة والفوز عن طريقها بنصيب في مقاعد البرلمان أو الهيئات المنتخبة الأخرى بدلاً من سعيها لكسب الناخب والفوز بثقته حتى يفرضها ويفرض ممثليها من خلال صناديق الاقتراع.
ثانياً: أقتصر نشاطات الأحزاب التنظيمية على اجتماعات الهيئات القيادية وحتى أخبار تلك الاجتماعات لا تزال تأخذ صبغة الواقع غير الديمقراطي كأن تقرأ مثلاً (عقدت الهيئة القيادية في الحزب ... اجتماعاً هاماً ناقشت خلاله عدداً من القضايا المتعلقة بنشاطات الحزب ... الخ ) فماذا يفهم من خبر كهذا ؟
ثالثاً: اهتمت الأحزاب في المعارضة بإصداراتها الصحفية والتي تمثل كل نشاطها ولو تخيلنا لبرهة اختفاء صحف المعارضة فما الذي سنذكره من تلك الأحزاب أو نشاطاتها ؟
رابعاً: من الندرة أن تسمع أن تلك الأحزاب التقت بأعضائها وأنصارها في محافظة من المحافظات أو عقدت ندوة حول قضية هامة أو بادرت قياداتها لنزول ميداني لشرح مستجد سياسي حصل.
خامساً: أحزاب المعارضة في غالبها تعاني حالة قطيعة مع الناس في الشارع وهو أمر يجعلها بعيدة عنه وعندما تقترب من الشارع يكون الاقتراب مرهوناً بعملية انتخابية وبالبحث عن صوت الناخب لا عن الناخب أصلاً.
سادساً: تمارس صحف المعارضة خطاباً سياسياً وإعلامياً موجهاً للسلطة أو مهاجمتها ولا تعطي للمواطن ومشاكله حيزاً كافياً وكأن مهمة المعارضة هو معارضة و مهاجمة الحزب الحاكم لا مخاطبة الناس كما أنه يؤخذ على الخطاب السياسي الإعلامي لأحزاب المعارضة أنه خطاب انفعالي وقاس، والانتقاد فيه يصل حد التجريح في ذات الوقت الذي تمارس فيه المعارضة النقد بحق الحكومة لا نجدها تقدم بدائل تسقط أطروحات الحكومة التي تنتقدها في صحفها.
سابعاً: تعيش أحزاب المعارضة حالة دائمة من الانشقاقات على الذات فنجد حزبا ما قد صار اثنين أو ثلاثة كما تعاني خلافات شديدة داخل الصف القيادي للحزب الواحد وهو أمر يجعلها نهباً لمشكلات تبعدها عن مشكلات الواقع.
من هذا كله نقول إن أزمة أحزاب المعارضة هو جزء من أزمة التجربة الديمقراطية وعائق من عوائق نموها الطبيعي ونمائها المطلوب فلا غرابة أنه وبعد مرور 15 عاما من التجربة الديمقراطية لا تزال الأحزاب غارقة في الشعارات و إصدار البيانات ومخاطبة السلطة ومخاطبة العالم باهتمام كبير لدرجة اهملت معه الاهتمام بالمواطن ومشاكله واهملت واجباتها في العمل لكسب ثقته والتقرب منه من أول يوم بعد الانتخابات الى اليوم الذي يسبق الانتخابات القادمة.. لذا نرى العمل الحزبي موسمياً والمواسم تعاني الانتخابات ولا شيء غيرها.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 09:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/24741.htm