بقلم: رئيس التحرير -
الجميع مستهدف
تعلمنا من التاريخ العربي الإسلامي طيلة القرون الماضية أن حال الأمة ما بلغ الضعف، والاستكانة إلا حين تفرقت كلمة العرب وتشتتت جهود المسلمين ونهب العداء والخلاف بين بعضنا البعض كل أسباب التوحيد والقوة والعزم.
ومع أن العلوم والتاريخ والتجارب علمتنا وتعلمنا أن الخلاف الذي يؤدي إلى فرقة أبناء الوطن والمصير والدم والدين الواحد هو غالبا ما يكون الطريق المؤدي إلى الضعف والاستكانة والهوان الذي تضيع معه الحقوق وتستباح في ظله المقدسات وتنتهك المحرمات.. إلا أنه ومع ذلك كله لا يزال العرب والمسلمون منهمكين في الخلافات العربية- العربية، ولا يزال العرب في واد والمسلمون في جبل.. الخ وهو أمر قد تضاعف منذ بداية التسعينات وأستمر واستفحل لدرجة صار فيها العمل العربي الإسلامي المشترك في حالة انعدام لحد أصبحت " بعض الأنظمة" تخطئ النظر والتحديد بين من أهم أعداء الأمة العربية والإسلامية وبين من هم أصدقاؤها.. هذا الأمر صحيح ولا نبالغ فيه، ولدينا أقرب مثال لتصوير تلك الحالة يمكن أن نجده في أن عدداً من الدول العربية تقيم علاقات مع إسرائيل ولديها تعاون في مجالات اقتصادية وثقافية.. الخ مع أن الدويلة الصهيونية تمثل واحدة من أكثر الأخطار التي تهدد الأمن والسلام في المنطقة العربية، وذلك من جراء احتلالها للأراضي العربية ورفضها كل الجهود العربية والدولية لاحلال السلام، قلنا إن دولا عربية تقيم علاقات مع إسرائيل في حين علاقاتها مع بعض الدول العربية لا تزال في حكم المجمدة.. وبذلك تخطئ تلك الدول بين من هو العدو ومن هو الشقيق أو الصديق.
والخلاصة تفيد أن على العرب والمسلمين أن يجتمعوا لتعزيز قضايا تضامنهم من خلال الإقرار بأن المخاطر والأطماع التي تحدق بالمنطقة وتهددها لو جرى السكوت عليها فإن الجميع سيناله الخطر دون استثناء، فالواقع العربي يشير إلى أن السيادة والثروة والدين والثقافة والتاريخ والجغرافيا السياسية كلها معرضة للخطر والأطماع وأن على العرب والمسلمين أن يجتمعوا ليتفقوا وتتفق مصالحهم وأهدافهم، لأن استمرار الفرقة هو في العربية الإسلامية.. فهل يفهم النظام العربي والإسلامي أنه كله مستهدف وأنه لا مجال لإنقاذ نفسه إلا من خلال موقف عربي إسلامي واحد موحد؟.. اللهم إني بلغت.