السبت, 22-أكتوبر-2005
المؤتمر نت - الدكتور محمد المنصوب-كاتب وباحث يمني مقيم في الصين المؤتمر نت- بقلم د.محمد المنصـــوب** -
حينما تكون المعارضة مجرد مهنة !
بمناسبة الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ألقى الأخ رئيس الجمهورية كلمه هامة إلى أبناء الشعب اليمني ولكنها كانت هذه المرة تختلف كثيرا عن كلمات وخطابات أعياد الثورة السابقة.
هذه المرة أعلن الأخ الرئيس عن توجه ديمقراطي حكيم في بلادنا متمثلا في قرب العمل بإنتخاب مدراء النواحي والمحافظين وجزئ من أعضاء مجلس الشورى.هذه المبادرة وهذا التوجه الإستراتيجي في سبيل الحد من المركزية الزائدة في السلطة وبدء تطبيق نظام اللامركزية تدريجيا في ربوع البلاد ابتداء من هذه الحلقه الهامة من المشروع النظامي العملاق.
للأسف الشديد وفي الجانب الآخر وحتى اللحظة لم تلق هذه المبادرة أي اهتمام من قبل أحزاب المعارضة اليمنية وهي التي أشغلت بالها وصحفها ووسائل إعلامها بما تسميه وتطلق عليه الإصلاحات السياسية!
كنت ومازلت من أشد المستاءين والمحبطين بما آل إليه حال بلادنا وافة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ولكن الأمل لدينا بدا يرى طريقه إلى النور بعد إعلان الأخ الرئيس عن هذا التوجه السليم في تقرير مصير مسئولي الدولة في صناديق الاقتراع وأصوات الناخبين .
لذلك في اعتقادي أن هذا التوجه إن قدر له أن يرى طريقه إلى حيز التنفيذ فإننا بذلك سوف نكون قد وضعنا اللبنة الأولى في أساس مكافحة الفساد وفرض هيبة القانون وسلطة الدولة في المجتمع ، إذ أنه لا يمكن لأي مسؤول أن يسمح لنفسه أو لأي أحد من بطانته وفريق عمله بالجور وممارسة رذيلة الفساد بمؤسسات الدولة وهو يعلم بأن مصيره ليس بيد وجاهات ووساطات واعتبارات مناطقية وقبلية وإنما كائن في صناديق الاقتراع وأصوات المواطنين.
نعود إلى لب موضوعنا وهو أن المعارضة السياسية في بلادنا التي أصرت مؤخرا على تدوير خطابها الإعلامي حول الإصلاحات السياسية لم تلق بالاُ ولم تعط الاهتمام والتجاوب الذي كان يجب أن ينتج عن مثل هذا التوجه الديمقراطي والإصلاحي الهام.
نتمنى من الإخوه في المعارضة اليمنية بكل أطيافها وأشكالها أن يعوا ويستدركوا ويجعلوا المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار بعيدا عن أي خلفيات سياسية أو حزبيه لأن المقصد الأول والأخير من وجود المعارضة هو المصلحة العليا للوطن بممارسة الرقابة والنقد البناء في جانب والإشادة بأي توجه في مصلحة الشعب والوطن وهذا ما لحضناه في غياب الاهتمام الكاف أمام التوجه الديمقراطي المذكور آنفا .
لا أدري كيف يفكر الإخوه في المعارضة وكيف يرون ! هل وبكل أسف يعتبرون المعارضة ما هي إلا معارضة كل شيء مهما كان ؟ أم أن لهم باع آخر في واد السياسة؟
........................
**كاتب وباحث يمني مقيم في الصين
[email protected]

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 07-أكتوبر-2024 الساعة: 06:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/25217.htm