الأربعاء, 09-نوفمبر-2005
المؤتمر نت - أن نشاطات الأحزاب يجب أن تبدأ من الأيام الأولى لانتهاء الانتخابات؛ كل انتخابات، وأي انتخابات وتستمر وتتصاعد وتيرة.. بقلم : محمد علي سعد -
غياب دهر .. وحضور شهر
في كل انتخابات برلمانية تتنافس فيها الأحزاب للفوز بأكبر نصيب من مقاعد البرلمان وتسعى فيها لتشكيل الحكومة وصولاً إلى تسليم زمام السلطة في البلاد هو أمر مشروع لكل الأحزاب المشاركة في الانتخابات دون استثناء.
وفي كل انتخابات برلمانية تتنافس الأحزاب تنافساً وطنياً شريفاً تفرضه اللعبة الديمقراطية واللوائح المنظمة لها؛ والأحزاب وهي تتنافس للفوز بثقة المواطن وصوته فإن جزءاً من عملية تنافسها مع غيرها من الأحزاب يتحدد وفق جملة من الحقائق المرتبطة بنشاطها الحزبي والسياسي للفترة الممتدة بين الدورتين الانتخابيتين السابقة والجديدة. فالأحزاب السياسية تخوض الانتخابات في عموم الوطن؛ ومسألة نجاحها ونسبته تحددها جملة من الشروط يمكن إيجازها بالتالي:
أولاً: تاريخ الحزب وسجله الوطني وممارساته وسياساته إزاء القضايا التي تمس الشعب والوطن مباشرة.
ثانياً حجم وثقل الحزب، وهذه المسألة تحددها خارطة تواجده في الوطن، تواجد فاعل مرتبط بالناس في كل المناطق التي يتواجد فيها من خلال اتساع محصلة الأعضاء المنضمين إليه ومن خلال نشاطاته المختلفة في مناطق تواجده.
ثالثاً: الإمكانيات بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ إمكانيات في كفاءة القيادات وقدرتها على التحرك والقدرة على اتباع خطاب سياسي موضوعي يقنع الناس والقدرة على التأثير وكسب ثقة المواطن والقدرة على المنافسة مع الآخر من خلال طرح أفكار وبرامج ورؤى تسهم بطرح مشاريع حلول للمشاكل والصعوبات التي تمثل تحدياً أمام الوطن والشعب وتطورهما.
رابعاً: الانتخابات وخوضها بنجاح محسوب ومرهون بمدى نشأة الحزب أي حزب وحركته وتواجده ومواقفه طيلة الفترة الممتدة من الانتخابات البرلمانية أو المحلية الماضية حتى الساعة، إذ أن غياب نشاط أي حزب في السنوات التي سبقت الانتخابات والحضور لأيام تسبق الانتخابات الجديدة تمثل فراغاً واضحاً في تواجد نشأة ذلك الحزب وبالتالي فقدان التأثير المباشر المطلوب لنيل ثقة المواطن وصوته وانعكاسها سلباً على نتائجه في الانتخابات.
وعليه فإننا نود الإشارة إلى أن المعطيات السابقة تمثل مؤشراً قياسياً يؤخذ به عند كل انتخابات برلمانية، أو محلية أو غيرها في العديد من الدول وبلادنا جزء منها.. لكن تظل لنتائج ذلك المؤشر نسب في الزيادة أو النقصان مع التذكير بأن المؤشر ليس قانوناً ثابتاً ولا حجراً صنمياً لا استثناء على قاعدته. الخلاصة تفيد أن نشاطات الأحزاب يجب أن تبدأ من الأيام الأولى لانتهاء الانتخابات؛ كل انتخابات، وأي انتخابات وتستمر وتتصاعد وتيرة عملها ونشاطها كلما اقترب موعد الانتخابات الجديدة وهو ما لم تقم به أو تلتزم به معظم الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن التي تأتي لقاءاتها ونشاطاتها وحواراتها وحضورها مع الناس في الأسابيع القليلة التي تسبق الانتخابات من منطلق أن الانتخابات على الأبواب؛ وأن مرشحي تلك الأحزاب محتاجون لثقة وصوت الناخب الذي تركوه سنوات وغابوا عنه طويلاً حتى أتت الانتخابات فأتوا إليه.
ولكن هل تنجح الأحزاب التي تغيب وتهمل المواطن دهراً وتحضر شهراً يعطيها صوته؟!
الأمر متروك للمواطن. .


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 06:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/25642.htm