الثلاثاء, 15-نوفمبر-2005
المؤتمر نت - . المؤتمرنت - جميـل الجعدبـي -
مَاما نوفاك.. وصلاة الفجر
* شكراً سيدة "جين نوفاك”".. على قيامك آناء الليل وأطراف النهار لاستقبال المعلومات عن اليمن ومسيرة الديمقراطية والحرية والأوضاع الاقتصادية فيها، وترجمة هذه المعلومات في كتاباتك الجياشة بالعاطفة تجاه هذا الشعب وخاصة ذوي الدخل المحدود والفقراء.
* شكراً “نوفاك”.. واسمحي لي كواحد من فقراء هذا البلد الأغنياء بعزتهم وإباء أنفسهم أن أخاطبك بماما “نوفاك”، فأقول: شكراً ماما “نوفاك” على جهودك العلنية والخفية وأبحاثك المرسلة، وأوقاتك الثمينة والضائعة، وكل دقيقة تقضينها في ترصد ورصد معاناة وتطلعات وأحلام وهموم الفقراء في اليمن.. في وقت ربما يكون أبناء جلدتك من الأمريكيين من مختلف الطوائف والأجناس) ربما يكونون أحوج منا في اليمن لمثل هذه العواطف والاهتمامات شكراً ماما "“نوفاك”".. وقد سلكت نصيحة (طائع والديه) بصياغة المقالات عن اليمن في كل الأوقات وهلاَّ قطعت حبال البعد وأزلتي جدار الفصل، فتلمست همومنا وأفراحنا وجيوبنا ومذكراتنا وعاداتنا عن قرب..!! بالتأكيد أن ذلك سيكون أفضل حالاً وأصدق واقعاً وأغزر عواطفاً من تلك النابعة من وراء حجاب.
* شكراً وتعزيزاً للثقة بيننا وتأكيداً لمستوى الشفافية ألفت أنظارك إلى قضية خطيرة تتعلق بمعاناتنا الاقتصادية والمتعلقة بعدم استقرار الأسعار في (بورصة مَذْبَح) فحسب إحصائيات من السوق نحتفظ لك بنسخة منها – فإن تكرار ارتفاع أسعار الطماطم شهرياً مقابل انخفاض سعر البطاط - والعكس يشكل إرباكاً لميزانية الإنفاق المنزلي لدى موظفي الدولة وقلقاً مضاعفاً يؤدي إلى انحسار مستوى الإبداع لدى اليمنيين، ويهدد بتراجع الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
* فشكراً "مَاما “نوفاك”".. وانت قادمة كـ"بابا نويل" في ليلة "عيد ميلاد" وفي يديك ترمو متراً لقياس مستوى تبادل الهدايا العيدية في اليمن، وحجم الإنفاق الحكومي على لعب الأطفال والرسائل الغرامية في مواسم الأعياد.
* شكراً.. ولعمري ما احتاج اليمنيون لمخططات وبرامج وإصلاحات حكومتهم مثل احتياجهم لمثل هذه العواطف والاهتمامات التي يحتكرها المسئولون في الحكومة فيما بينهم، فيما يحظى بقية أبناء اليمن بالقليل منها عند مواسم الانتخابات.
* شكراً.. لقيامك الليل، وخروجك النهار، وانشغالك عن أطفالك وجيرانك، ومهمة الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان، وقضايا حقوق الإنسان، وحقوق القطط والكلاب في أمريكا، وعن ضحايا الكوارث وإعمار العراق، ومصير ابن لادن.
* شكراً "ماما “نوفاك”" وحتى لا تضطري يوماً ما لإعادة النظر في كتاباتك عن اليمن وأنت "المتخصصة" حسب منهج ونصيحة "طائع والديه" فتريثي، وأمامك دعوة من الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية لزيارة اليمن فأهلاً بك فيها وعند وصولك سيكون لكل حدث حديث.. ولاشك أنك ستجدين حينها طرقاً عدة لمعرفة الحقيقة بدلاً من استسقاء معلوماتك من جهة دون الأخرى فإن الحقيقة ما تجشمنا عناء السفر للبحث عنها.. لا ما نتلقف ما تأفكه نوافذ (عاقي أوطانهم) فقط..!

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/25784.htm