الجمعة, 18-نوفمبر-2005
المؤتمر نت - أوس الإرياني المؤتمر نت- بقلم : أوس الإرياني -
سيدة (نوفاك).. لا تحسبي الشحم في من شحمه ورم
تمنيت لو أن الله هدى جين نوفاك إلى الإسلام، لا رحمة بها وشفقة من سعير النار، بل لأنذرها بأنها داخلة النار لقوله عليه الصلاة والسلام: (‏من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ‏ ‏ليماري ‏ ‏به ‏ ‏السفهاء ‏ ‏أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار)، فهي أكدت دخولها بأن أبدلت بالـ(أو) الواردة في الحديث الشريف واواً واضحة بينة ساطعة.

إن ادعاء هذه الـ((نوفاك)) العلم بشؤون اليمن لأمرٌ غريبٌ عجيب، وأنا رغم حبي وولعي بالسخرية "والقفشات"، إلا أني سأضطر آسفاً أن أتكلم بجدية كاملة، ووقار، واتزان حتى لا أجعل من أسلوبي الساخر ثغرة في ما سأورده من معلومات لا أقصد منها إلا التساؤل الجاد الذي أبحث عن إجابة له، بل استجديها من كل قارئ كريم.

ادعت نوفاك أن "نظام" الرئيس وعائلته تنهب البلاد، وتهرب المواد النفطية، إلى آخره من هذا الهراء، وفي الوقت نفسه، تقول أنها استقت معلوماتها من الإنترنت، وهذا يستدعي وقفة منطقية مطولة، أوردها في نقاط ثلاث:

1- إن الإنترنت –حسب معرفتي المتواضعة- فضاء واسع، فيه الملايين من المواقع، منها الغث ومنها السمين، منها من يسب الله ورسوله!! ومنها من يسب الإنجيل، ومنها من يسب التوراة، ومنها ما يبيع لحم البشر ... الخ، فلا يكفي وهذه الحال أن يقول أحدهم: ((استقيت معلوماتي من الإنترنت!!))، فهلا ذكرت لنا السيدة نوفاك بكل وضوح وصراحة –وأعتبر عدم الرد كافياً للدلالة على هشاشة ما تكتبين- أي موقع محترم الذي ذكر لك هذه المعلومات عن "نظام" الرئيس وفساد عائلته!!

2- إن الموقع الخاص بالسيدة نوفاك، هو عبارة عن Blog، وهذا المصطلح يا سادة يطلق على الصحف الفردية الخاصة التي هي أقرب إلى المنتديات بعبارة أخرى مثل الموقع الذي يديره علي هاشم، صديقي، خريج الإعدادية، وهذا التشبيه أبعد ما يكون عن السخرية، بل هو وصف حقيقي للموقع.

3- أثناء بحثي في الإنترنت، وجدت بعض المواقع التي أريد من السيدة نوفاك أن تخبرني برأيها، وبخبرتها، عن مدى جودة المقالات التي يمكن أن تكتبها بالاعتماد على المعلومات الموجودة فيها:
· أ- http://www.slate.com/id/76886 إن هذا الموقع ويا للعجب، يحتوي على العشرات بل المئات من الطرائف الواقعية عن الرئيس الأمريكي جورج بوش، ويسرد العديد من هفوات الرئيس وأخطائه، وعثراته، ولو اعتمدت عليه السيدة نوفاك في كتابة المقالات لتحولت إلى "كاتبة متخصصة في غباء الأمريكان"، وقد يدافع البعض فيقول غباء بوش لا غباء الأمريكان، فأرد قائلاً: كيفما كنتم يُولى عليكم، وإلا لماذا انتخبتموه مرتين، فإذا كانت الأولى جهلاً فلا يمكن للثانية أن تكون كذلك!! ولأخذ العلم فإن هذا الموقع المذكور يحتل المرتبة الثانية عالمياً حسب تصنيف أليكسا وليس موقعاً شخصياً أو ضائعاً وسط غث الإنترنت وسمينه.

· ب- أكثر من موقع على الإنترنت (وجدت في ربع ساعة حوالي 8 مواقع) وكلها تذكر ببساطة أن محرقة اليهود أيام النازية بكل بساطة ليست إلا كذبة كبيرة.

· ج- أكثر من موقع على الإنترنت تتناول مواضيع هامة منها: فساد الحكومة الأمريكية (وخاصة ديك تشيني)، المحافظون الجدد وتحول أمريكا إلى دولة تعتمد في سياساتها على إيديولوجيا مغلوطة، الحرب على العراق وتأثيرها على أمريكا: سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ... الخ


وإذا كنتِ يا سيدة نوفاك مصرة أن تكتبي عنا نحن العرب، فكان الأولى أن تكتبي عن مجازر فلسطين، ومذابح العراق، والمؤامرة على سوريا، وغيرها من قضايا المنطقة.

أليس من الأجدى لك يا سيدة نوفاك أن تكتبي في مواضيع كالتي ذكرتها، على الأقل، فإنك لن تماري فيها "سفيهاً".

وأخيراً، حاولت أن أجد السيرة الذاتية للسيدة نوفاك في الإنترنت فلم أجدها، وكنت أريد التأكد إذا ما كانت آنسة أو سيدة، لكني فضلت أن أدعوها "سيدة" فمن عاشر القوم صار منهم.

ونصيحتي لك يا سيدتي أن تطلبي من مزوديك أن يكشفوا عن أقنعتهم، لتستري بها عورتك.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 03:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/25854.htm