الخميس, 08-ديسمبر-2005
المؤتمرنت- -
الاتحاد الإسلامي..تحصينٌ للذات.. وتأمينٌ للمستقبل
لأننا في اليمن لا نخفي ما نؤمن به خاصة إذا ما تعلق الأمر بحاضر ومستقبل الأمة العربية والإسلامية التي نعتز بانتمائنا إلى نسيجها التاريخي والحضاري، فإننا الذين نشعر على الدوام بأن موجبات ذلك الانتماء والارتباط تفرض علينا الكثير من المسئوليات التي ينبغي تأديتها كاستحقاق علينا وعلى غيرنا في سائر الأقطار العربية والإسلامية التي تجمعها أواصر الدين والعقيدة والتراث والمصير المشترك.
ومن هذه الحقيقة فلا غرابة إذا ما قلنا أن الهم القومي والإسلامي هو من يطغى في كثير من الأحايين على الهم الوطني، أكان ذلك في مساحة تفكير الإنسان اليمني البسيط أو لدى قيادته السياسية الحكيمة بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي لاشك أنه حمل على عاتقه قضايا أمته وسخر كل جهوده للدفاع عن حقوقها وتطلعاتها العادلة والمشروعة.. ولم يتوان لحظة في تقديم الرؤى والأفكار التي من شأنها الرقي بهذه الأمة والنهوض بدورها على الخارطة الدولية كأمة كانت السباقة في نقل المعرفة الإنسانية إلى مختلف الأصقاع حينما كانت تعيش تحت وطأة عصور الظلام والتخلف والانكسار.
ولعل هذا الإحساس هو من دفع اليمن قبل غيرها إلى تقديم مبادرة انتظام القمم العربية التي أفضت بالفعل إلى هذا الانتظام الذي كان قبل تلك المبادرة من المسائل المتعثرة وغير المنظورة.
يلي ذلك ما طرحته بلادنا لتطوير أداء الجامعة العربية وصولاً إلى قيام الاتحاد العربي بهياكله ومؤسساته وهيئاته التي ترعى مسارات العمل المشترك على غرار ما هو سائد من تكتلات في عالم اليوم..
وبكل تأكيد فقد بدأت ملامح هذا البناء تتشكل واضحة في الإعلان عن قيام البرلمان العربي الموحد وبالاتساق مع هذه التوجهات ومقاصدها النبيلة جاءت مبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي أطلقها يوم أمس في القمة الإسلامية الاستثنائية بـ((مكة المكرمة)) التي تضمنت دعوته إلى إقامة اتحاد إسلامي تنصهر في إطاره كل القدرات والإمكانات الإسلامية اقتصادياً وثقافياً وسكانياً باعتبار أن قيام مثل هذا الاتحاد أصبح ضرورة ملحة تقتضيها التحديات الجسام المفروضة على شعوبنا ومجتمعاتنا..
والأخ الرئيس بتلك المبادرة إنما هو الذي وضع الجميع أمام مسئولية تاريخية ترتبط ارتباطاً مباشراً بمستقبل هذه الأمة التي تمتلك من الإمكانيات الضخمة ما لا تمتلكه أمة أخرى غيرها، ومع ذلك فإن الوقائع كلها تؤكد أن تلك الإمكانات الهائلة لا تزال معطلة ولم يكن لها أي تأثير سواء في إبراز حضور هذه الأمة ودورها على النطاق الدولي أو في جانب إثبات وجودها الفاعل بين مصفوفة التكتلات العالمية.
وبناءً على ذلك فإن ما يحسب للمبادرة اليمنية أنها التي تصب في مجرى تحريك المياه الراكدة، ناهيك عن أنها قد عكست نبض الشارع الإسلامي الذي ينتظر من (قمة مكة المكرمة) أن تخرج بقرارات لا تكون تكراراً لما انتهت إليه القمم السابقة، والتي لم تؤد إلى نتائج إيجابية على أرض الواقع، حيث وأن كل الآمال أن تشكل هذه القمة نقطة تحول تاريخية تضع العمل الإسلامي على الطريق الصحيح وفي الاتجاه الذي يحقق الأهداف المنشودة.
ومما لا يجب أن يغيب عن الذهن أننا في العالم الإسلامي بحاجة إلى وقفة مع الذات لندرك أن أمتنا لا يمكن لها اللحاق بقطار العصر بدون الإسراع في تقويم أوضاعها وإعادة ترتيب شؤونها في إطار من التكامل والاندماج والشراكة الاقتصادية والإنمائية، إذ لا يمكن أن نتحدث عن آمالنا في الغد بمعزل عن القراءة الدقيقة لما تتعرض له الكيانية الإسلامية من مخاطر نتيجة التقاعس عن استشراف متطلبات الحاضر على النحو الصحيح والسليم.

نقلاً عن صحيفةالثورة
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 09:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/26346.htm