السبت, 24-ديسمبر-2005
كتب عبدالرحمن علي -
أحزاب المعارضة متى ترى الإيجابيات؟
بفضل الله عز وجل وبجهود كل الشرفاء من أبناء هذا الشعب ونضالاتهم تحققت وحدتنا المباركة في (22مايو 1990م)، وكان واحداً من أكثر إنجازاتها على الصعيد الوطني أهمية هي قضية الديمقراطية وإرساء دعائمها كجزء أساسي للنظام الوطني اليمني الوحدوي.. فالخيار الديمقراطي شرط ملازم للوحدة وسبيل أوحد للتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة المباشرة.
وعليه فإننا نبدأ بالإشارة إلى نقطة أساسية لابد من سردها تتعلق بنشاط بعض الأحزاب وممارستها للعملية السياسية في البلاد.. تلك النقطة مفادها أن هناك عدداً من الأحزاب حتى الساعة تعتبر وجودها في المعارضة ونشاطاتها يفترض بالضرورة أن يكون معارضاً للحكومة، وباحثاً لا يكل عن أخطائها ومشككاً أساسياً في كل ما تتخذه من قرارات.. هذه النظرة القاصرة لدور المعارضة والتي لا تزال بعض الأحزاب واقعة فيها برغم كل هذه السنوات والتجربة هي من جعلتها بعيدة عن الجماهير وبعيدة عن لعب دوراً أكثر تأثيراً في الساحة السياسية.
والآن نقول: إن الأحزاب السياسية تمارس نشاطاتها السياسية والتنظيمية وغيرها علناً وذلك بموجب حقها الذي كفله لها الدستور وقانون الأحزاب والتنظيمات السياسية.. ولتلك الأحزاب صحفها التي تعبر بها عن آرائها في العديد من القضايا الوطنية والعربية والدولية بحرية مكفولة بموجب قانون الصحافة والمطبوعات طالما لا تخرق القانون فهي تصدر وتوزع..الخ.
وفي هذا المقام نشير إلى أننا نقرأ في الصحافة الحزبية سيلاً كبيراً من الانتقادات والهجوم على الحزب الحاكم وعلاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، ونقرأ انتقادات شديدة اللهجة لأمور كثيرة وقضايا مهمة تعتمل في البلاد، لدرجة أننا مع قراءتنا للصحف الحزبية نعتقد أن لا شيء في البلاد بخير على الإطلاق، وأن المستقبل يكتنفه السواد –بحسب ما تراه صحف الأحزاب المعارضة.
وعليه نقول لصحف أحزاب المعارضة ولقيادات الأحزاب نفسها ما يلي:
أولاً: إننا جميعاً منتمون للوطن كمواطنين قبل انتمائنا لأحزابنا، فالوطن يهمنا جميعاً وتهمنا معافاته وتطوره وأمنه واستقراره.
ثانياً: المعارضة السياسية في إطارها الحزبي لا تعني بالضرورة خلافاً حاداً على طول الخط مع الحزب الحاكم أو حكومته.
ثالثاً: إن الإيجابيات والإنجازات التي تعتمل وتنجز في الوطن هي ملك لكل أبناء الوطن دون استثناء، فالأخطاء نردها للحكومة، لكن الإنجازات والإيجابيات لو ذكرناها في صحف المعارضة لا ضرر منها ولا تعني انتقاصاً في أداء أحزاب المعارضة.
رابعاً: المعارضة هي الوجه الآخر للسلطة، والمعارضة الوطنية الصادقة والتي تناقش الحكومة الحجة بالحجة وتقدم مقترحات بالبدائل للقضايا التي تنتقدها في أداء الحكومة يستفيد منها كل الوطن.
خامساً: ليس عيباً أن تندد المعارضة وتدين أي إخلال بالأمن يتعرض له الوطن، فالضرر سيلحق بالجميع وبوطننا أولاً وأخيراً، والشد ورفع عزمية ومعنويات المؤسسة الأمنية في تصديها للخارجين عن القانون يعتبر أداء مسئولاً من قبل المعارضة.
وعليه فإننا نقول لصحف المعارضة وأحزابها مثلما نقرأ النقد ومعارضة وهجوماً على أداء الحكومة نتمنى أن نقرأ ولو خبراً صغيراً عن شيء جميل حصل في البلاد منذ (22مايو1990م) حتى الساعة.. إذْ من غير المعقول إننا ومنذ (16) عاماً هي عمر وحدتنا ودولتنا لم ينجز في البلاد شيء طيب يستحق أن تكتب عنه صحف أحزاب المعارضة وينال إعجابها.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/26754.htm