السبت, 31-ديسمبر-2005
المؤتمر نت - . علي ناجي الرعوي -
الاختطافات.. جريمة شنيعة يجب محاربتها؟!
من المؤسف أن حوادث اختطاف الاجانب قد تكررت في بعض المناطق اليمنية وأدت إلى إلحاق الضرر الكبير بالوطن وسمعته وأصابت السياحة اليمنية في مقتل خاصة في هذه الأيام التي شهد فيها اليمن حركة سياحية نشطة وبلغ فيها الموسم السياحي ذروته من حيث عدد السياح الزائرين لليمن في هذا العام.
وما من شك فإن القيام بخطف أي شخص واحتجاز حريته وأياً كانت المبررات التي يقدمها من يلجأون إلى تلك الجريمة يمثل تجاوزاً خطيراً للقانون واضراراً بالغاً بالمصلحة الوطنية العامة واخلالاً بالأمن والسكينة العامة في المجتمع .
ولهذا ينبغي على الدولة والمجتمع التعامل مع تلك العناصر التي ترتكب اعمال الخطف بحزم ودون أي تهاون وقبل ذلك خلق رأي عام وطني مناهض يستنكر ويرفض مثل هذه الظاهرة ويجرم مرتكبيها أياً كانوا .. لانه لامبرر على الاطلاق لمن يلجأون إلى ارتكاب ذلك الفعل الشنيع المخالف لكل القيم الدينية والوطنية والاخلاقية والاعراف والتقاليد الاجتماعية ومنها الاعراف القبلية التي تشوهت بمثل هذه الاعمال السيئة والمشينة إذ أن من المؤسف حقاً ان نجد بعض الاطراف الحزبية والاعلامية في المعارضة ولأهداف حزبية أو أنانية هي من لاتتردد في ايجاد التبريرات للخاطفين بل وتمجيد اعمالهم الاجرامية واظهارهم بمظهر الضحايا إن لم يكن الابطال وهو ما يمثل طعنة غادرة في جسد الوطن لايليق بأي وطني غيور على وطنه وحريص على سمعته ومصالحه أن يكون بذلك الموقف غير المسئول خاصة وان المتضرر الاكبر من تلك الاعمال هو في النهاية الاقتصاد الوطني والمواطن العادي الذي يفقد جراء تلك الاعمال الاجرامية التي تضر بالسياحة في اليمن مصادر رزقه سواء أكان سائقاً للسيارة أو صاحب مطعم أو متجر أو فندق أو حرفياً في المشغولات اليدوية أو وكالة سياحية أو مرشداً سياحياً أو مترجما أو غيره فجميع هؤلاء يخسرون ما كانوا سيكسبونه من الافواج السياحية الزائرة لليمن وتخسر من وراءهم أسرهم التي يعيلونها ويخسر الوطن واقتصاده بشكل عام.
> كما أن من تستهدفهم أعمال الخطف هم ضيوف اليمن ومعظمهم من بلدان صديقة تساعد اليمن ولها أياد بيضاء على الشعب اليمني ومن غير اللائق التعامل معهم على ذلك النحو المشين وهم الذين لا ذنب لهم في أية قضية يتم طرحها للمساومة بهم أو لابتزاز الدولة بهم.
ويبقى التساؤل المهم : أين دور أجهزة الاعلام والثقافة والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني واعضاء مجلس النواب وخطباء وأئمة المساجد والمرشدين الدينيين والشخصيات الاجتماعية وفي مقدمتهم الشخصيات القبلية المؤثرة من مشائخ وأعيان وعقال وغيرهم في التوعية بمخاطر ظاهرة الاختطاف وآثارها وانعكاساتها السلبية على اليمن واقتصاده والاستثمارات فيه إلى جانب ما تلحقه من اساءة وتشويه لصورة الشعب اليمني لدى الآخرين؟؟
إن ظاهرة الاختطاف وقبل ان يكون الحل لمعالجتها الإجراءات الامنية الحازمة وهو امر مطلوب وضروري القيام به فإن المطلوب أيضاً تكريس الوعي المعرفي لدى الرأي العام ومنهم من يرتكبون مثل تلك الأعمال إما بسبب جهلهم أو حماقتهم أو سوء نواياهم بمثالب وتبعات اللجوء لمثل ذلك الأسلوب المستهجن باعتبار ان الخطف جريمة شنيعة وفعل معيب وغير أخلاقي لا يستحق التباهي به أو التعاطف مع مرتكبيه أيا كانوا ومهما كانت مبرراتهم.
حيث لا بد وأن يقف الجميع ضد هذه الجريمة ومن يلجأون إليها ونبذهم وعزلهم عن المجتمع ومحاسبتهم على أفعالهم دون هوادة أو تعاطف حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه اللجوء لارتكاب مثل هذا الفعل القبيح الذي خسرت اليمن بسببه الكثير والكثير !!



* رئيس مجلس ادارة مؤسسة الثورة ـ رئيس التحرير
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 05:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/26969.htm