السبت, 31-ديسمبر-2005
عبد الرحمن على -
تغليب العقل
تزداد الحاجة يوما بعد يوم الى ضرورة تغليب العقل في كل قضايا الخلاف، وقضايا الاختلاف، فالمشاكل العالقة بين الدول لو جرى بحثها وحلها حلا يغلب فيه المتنازعون العقل على ما عداه ويرجحون المصالح العادلة التي تخدم شعوبهم ولا تسبب ضرراً على الشعوب الأخرى لأمكن للعلاقات الدولية السوية أن تسود العالم، وأن يعم السلام من أقصاه الى أقصاه.. فأي أزمة حين يتدخل العقل والمنطق والإرادة الدولية يمكن نزع فتيل الحرب والنزاعات الدموية المسلحة ليحل محلها منطق الحوار والأمن والمصالح المشتركة.. وهذا الأمر كان يجب أن يسود واقع الصراع العربي – الإسرائيلي فلو وافقت إسرائيل الجلوس الى مفاوضات غير منقوصة مع الفلسطينيين لكان ممكن ومنذ وقت مبكر أن تحل الكثير من العثرات التي تواجه طريق السلام العربي – الإسرائيلي وأول تلك العثرات وأكثرها تعقيدا هي عثرة شارون وحكومته وسياساته الرافضة لحلول سلام.
ونخلص من هذا كله أن العالم يعيش اليوم في بعض الدول حالة من الخلافات والصراعات بعضها يرجع ظروف الحرب الباردة فيما تعود بعض تلك المشاكل الى مراحل الحقب الاستعمارية لذا فإن تغليب منطق العقل والحكمة والصبر وسياسة طول النفس في الصراعات والخلافات الدولية مسألة مهمة لأنها ستحول دون اندلاع الحروب وما تتبعها من ويلات ومشكلات.
العقل ومعالجة الأمور بحكمة مسألة تحتاجها البشرية وتطالب أنظمتها ضرورة الالتزام به فمن المشاكل بين الهند وباكستان الى الصين وتايلند ومن العرب وإسرائيل الى العراق وأمريكا ومن الصومال الى مشاكل الأقليات الدينية والعرقية والطائفية كلها مشاكل تركها العصر الاستعماري وأزمة الحرب الباردة.. تحتاج الى عقل ومنطق وتغليب مصالح الشعوب في الأمن والاستقرار على ما عداها وبذلك نكون قد أسهمنا بتوديع مرحلة الحروب وويلاتها لصالح مرحلة السلام العالمي المنشود.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 04:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/26977.htm