الخميس, 09-فبراير-2006
المؤتمر نت - شعار صحيفة 26ستمبر المؤتمرنت -
حرية التعبير؟!
حرية الرأي والتعبير حدودها تنتهي عند التعدي على حرية الآخرين أفراداً وجماعات.. أمماً وشعوباً ويكون التجاوز أسوأ اذا وصل هذا التعدي الى المساس بالمقدسات والمعتقدات الايمانية التي احترامها يعبر عن استيعاب التنوع الديني والثقافي وتعدد ثراء مكونات وحدة الحضارة الانسانية التي تطورها التاريخي في تلاقي وتداخل هذه الروافد لتضمه في مسار واحد صوب مستقبل تنعم فيه الانسانية بالسلام والاستقرار وهو مايجعل من الكائن البشري خليفة الله على الارض على اختلاف أعرافه ودياناته ومعتقداته ويكتسب احترام مقدسات الأمم والشعوب الأخرى في سياق مفهوم التنوع الانساني معنى ديمقراطياً أعمق واعظم من أية حرية رأي وتعبير تضيق وتتسع بنسبية مرتبطة بأمزجة وأهواء ورغبات المصالح الضيقة لبعض القوى في بلد واحد او مجموعة من الدول وعلى مستوى العالم.. معتسفة حقيقة وجود التلاقي والتمازج والتداخل الحضاري في سعي محكوم عليه في النهاية بالفشل الى صدام حضارات وصراع ثقافات، في هذا المنحى يأتي نشر بعض الصحف الأوروبية لتلك الصور المسيئة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم منتقلة بفكرة تصادم الحضارات التي روج لها بشكل محتوم عدد من المنظرين في الغرب بعد انتهاء الحرب الباردة في مفهوم التضاد بين الحضارة الغربية والحضارة الشرقية عامة والاسلامية بصفة خاصة الى الرأي العام عبر الاعلام، في هذا الاتجاه يأتي نشر الصحيفة الدانماركية وتبعتها صحيفة نرويجية وبعدهما عدد من الصحف الأوروبية وغيرها لتلك الرسوم المسيئة لسيد البشر صلوات الله وسلامه عليه والهدف هو خلق عداء غير موجود بين العالم الاسلامي والغرب وتأكيد بأن هناك اختلافاً قيمياً وثقافياً بين العالمين الغربي والاسلامي يأخذ صورة الصراع بين حضارتين، وهذا غير صحيح ولا يروج له إلاّ المتطرفين الذين يسعون الى تأجيج الصراع واثارة الأحقاد والضغائن في النفوس وبين الشعوب والثقافات والحضارات ومامن شك فان الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير لا تعني الأساءة و المساس بمقدسات أمة اشاعت قيم العدل واحترام حرية الانسان وصون كرامته مسهمة في بناء صروح الحضارة علماً ومعرفة واستهدف نبيها محمد صلى الله عليه وسلم حامل نور رسالتها التي اضاء نورها العالم حدث لاينبغي ان يمر دون فعل رادع حتى لايتكرر، لابد من وقفة اسلامية واعية جادة ومدروسة تثمر نتائج احترام الاسلام والمسلمين بعيداً عن رد الفعل الانفعالي الذي بدون شك يأخذ طابعاً عنفياً يحقق غاية تلك الصحف ومن يقف وراءها من المتمترسين خلف أفكار عنصرية متطرفة وهي أبعد ماتكون عن قيم الديمقراطية وعن احترام حرية الرأي والتعبير وهو مايظهر
جلياً في إقدامها على تلك الاساءات للاسلام والمسلمين التي هي ليست الأولى لكنها هذه المرة انتقلت الى اقدسها.. والمطلوب موقف اسلامي فاعل مؤثر تجمع عليه الشعوب والدول يؤدي الى إجبار أولئك المتمادين على الاسلام ورسوله إدراك أن الديمقراطية تتعارض مع المساس بالمقدسات من خلال الاساءة الى الأديان والانبياء عبر تعبير حضاري يجسد القيم والمبادئ الاسلامية، فليس كل الاوروبيين والغربيين مع من اقترفوا اساءات الرسوم ولاحتى كل الدانماركيين وانما هم نفر قليل مع ادراكنا ان وقوف عدم اعتذار الحكومة الدانماركية للمسلمين والحيلولة دون تكرار تلك الاساءات هو ماحجم المشاعر لدى الشارع الاسلامي، مع ان مثل هذه الاساءات وعلى ذلك النحو لم تحصل من قبل رغم ان الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير موجودة من عشرات السنين في بعض الدول الأوروبية وأن قيم المجتمعات الديمقراطية تعي تماماً الفرق بين حرية الرأي والتعبير والاساءة لاسيما اذا كانت تلك الاساءة تمس المقدسات.
لذا ينبغي ان يكون هناك عقد انساني أو تشريع دولي ملزم يمنع الاساءة للأديان والمقدسات الدينية والمعتقدات الايمانية للشعوب والأمم الذي هو إقرار لممارسة ضمنية للقيم الحضارية الانسانية الجامعة أكدها وعظمها ديننا الاسلامي الحنيف ومارسها المسلمون من منطلق ايماني وحضاري وأقرتها مبادئ الحرية والديمقراطية الحقة.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 10:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/27896.htm