الأربعاء, 29-مارس-2006
كتب / محمد انعم /نقلا عن صحيفة النداء -
المعارضة .. أحزاب للربح وأخرى للخسارة
يُحمدُ للجنة الانتخابات أنها لأول مرة تجعل أحزاب المعارضة تقف على قدميها ، ولم يعد أمامها مخرج إلا أن تتخذ قرارها بشجاعة وترمي عكاز " التقاسم" الذي قيد حركتها وجعلها لسنوات تبدو ضعيفة وذليلة حتى أن الناس كانوا يفرون منها مثل فرارهم من المصاب بالجذام.
أما الآن فعليها أن تكف عن التباكي وتبدأ بالاحتكام للقانون وتطالب بتطبيقه لها وعليها بدلاً من تضييع الوقت في محاولة ابتكاراتهم لتزييف وعي الجماهير؛ مثلاً حول عدم دستورية لجنة الانتخابات أو أنه يديرها المؤتمر الشعبي أو.. أو.. الخ، لأن مثل هذه المغالطات قد تصيب منها مقتلاً، خصوصاً أنها تصدر عنها قبيل عملية انتخابية هامة وبإمكان لجنة الانتخابات أو غيرها نشر نصوص قانون الانتخابات فيما يتعلق بكيفية تشكيل اللجان أو محاضر اللقاءات بين الأحزاب واللجنة وما جرى فيها من حوار وأسباب فشله، فنشرها على بسطاء الناس سيوفر فيهم كثيراً، أما المتهمون منهم فيدركون الحقيقة وتفاصيلها.
وكما أن المطالبة بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات أو إجراء تعديلات على قانون الانتخابات في هذه الأيام يقرؤها الشارع ضمن محاولات الابتزاز سعياً وراء منافع خاصة فمطالب تنم عن غباء سياسي ولا مسئولية، حزبية ووطنية، فأين هي أحزاب المشترك منذ سنوات غافلة عن ذلك لتطالب بها اليوم؟ وهل التوقيت مناسب خصوصاً أنه لم يعد أمام الاستحقاق الانتخابي القادم سوى بضع أشهر؟
أم أن ذلك أمراً مستحيلاً تحقيقه الآن؟
إن ذلك لا يعني للشارع سوى وجود رغبة لدى أحزاب المشترك، في تأجيل الانتخابات وإبقاء الأوضاع كما هي في إشارة منها إلى عدم رغبتها في التغيير أو خوفاً من خوضها حتى لا تنكشف كل عوراتها ويبقى الأخطر من كل هذا وغيره أن أحزاباً في اللقاء المشترك تكيد لبعضها البعض بدليل أننا نجد بعضاً منها تأكل الثوم بفم غيرها، وبلغت حدَّ توريطها في خوض معركة مطالب كهذه، فيما هي ترتب أوضاعها ميدانياً بدغدغة مشاعر الجماهير وعقد لقاءات " مآتم" للتباكي، وإياها بحسب كل منطقة وظروف أهلها. فيما الأحزاب الأخرى " تكب" بجاهلة في إثارة الدعوات الانفصالية وتتبنى الإساءة للثورة اليمنية ومنجزاتها وتسخر من تضحيات شعبنا، وتمادت في الغلو واتجهت تطالب بحقوق "الأقليات" تعمل ذلك " بعدامة" وغباء سياسي مفرط دون أن تعي أنها بذلك تحرق أحزابها بين الجماهير بخطابها وإعلامها الفوضوى الذي تطغى فيه الأحقاد الشخصية على الثوابت الوطنية المزعومة لديها، وصار من الطبيعي أن خسارة جسيمة ستتجرع هذه الأحزاب مرارتها في الانتخابات المرتقبة.
أتمنى أن تكون الصورة أجمل مما أراها بحيادية على الرغم من أن مؤشرات انفراط عقد "المشترك" أخذةً في التجلي لكل ذي ناظرٍ لأن ما يجري داخلها يوحي بما هو أمرّ وذلك ما لا يساورني فيه أدنى شك.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 12:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/29217.htm