السبت, 29-أبريل-2006
المؤتمر نت - عبدالله الحضرمي رئيس التحرير عبدالله الحضرمي -
مواطنون.. لا مرتزقة
في كل المواسم الانتخابية تسمعنا الأحزاب الاسطوانة نفسها دون أي تعديل أو تحديث في المحتوى، ودون أن تضع في الاعتبار أن الملل سيدرك جمهورها، فقدأصبح واحداً من المقررات الإلزامية أن نسمع ونقرأ نواحاً بأن تزويراً يمارس داخل سجلات القيد، وبأن الجنود قد أمكن لهم اقتحام السجلات وأصبحوا على أهبة الاستعداد لممارسة الاقتراع!.

في كل التجارب وفي كل العمليات الانتخابية ، في أي بلد يضع قدمه على عتبة الديمقراطية ، يحدث أن تقع أخطاء في إجراءات القيد والتسجيل، ويعقب ذلك فترة للطعون، بحيث يحق لكل متضرر ويمتلك الأدلة أن يقدم احتسابا ضد ما يعتقد أنه خرق للقانون، الأمر نفسه معتمد في اليمن.

من هذا المنطلق فإن الحرص على نجاح تجربتنا الديمقراطية يكمن في العمل الدؤوب على تصحيح أخطائها وليس المتاجرة بالأخطاء.. وفي اعتقادي أن ممارسة الديمقراطية مع الوقوع في أخطاء يظل أفضل من عدم ممارستها بالمرة، لأننا في الحالة الأولى نستطيع تصحيح أي اختلال عبر الهياكل والمؤسسات القائمة، أما في حال غيابها سيكون علينا أولاَ النضال من أجل إيجاد الديمقراطية قبل أي شيء آخر.

ومن كافة النواحي لن تكون الطامة الكبرى أن تقع أخطاء في السجل الانتخابي ولن يكون ذلك مصيبة يصعب تفاديها؛ غير أن المصيبة تتمثل في الخطاب الاستعدائي ضد جنود الأمن والقوات المسلحة، متمثلاً في العناوين الهائجة والتي تطل علينا بأنباء ان جنوداً قد تم تسجيلهم في المركز (..) وشاحنات أخرى نقلت عددا من الجنود إلى مركز (آخر) . والأدهى أن هذه المعلومات على عدم أهميتها هي خلاصة جهد لأحزاب .

ما الذي يحدث؟! هدئوا من ورعكم، فالجنود هم مواطنون بطبيعة الحال، وهم من أبناء هذا البلد، وليسوا مرتزقة تم استيرادهم من بلد آخر.. هذه نقطة مهمة ينبغي أن نضعها على مقاعدالمتفرجين عندما يكون الحديث عن الانتخابات والجنود.

فمن الناحية القانونية والدستورية لا يوجد ما يمنع الجندي من ممارسة حقه الانتخابي في اقتراع من يمثله في البرلمان أو الرئاسة، أو السلطة المحلية، ولكن القانون يمنع تحزيب المؤسسة العسكرية، بمعنى الالتحاق بالأحزاب، وهناك فرق بين ممارسة الحزبية، وبين ممارسة الانتخاب، فالأول محظور قانونياً والثاني مباح.

الناحية الثانية هي أن الأحزاب-وأعني بذلك أحزاب اللقاء المشترك- تمارس الهجوم على الجنود اعتقاداً أنهم سينتخبون مرشحي المؤتمر، ولا شك بأن خطاباً كهذا لا يفتقد إلى الإنصاف، وحسب، ولكنه موبوء بغياب العقل بدرجة رئيسية!! هل من المعقول تصوير الآلاف الشباب من أبناء وطننا بتلك الصورة المهترئة وكأنهم قطعان يساقون إلى الصناديق لاقتراع من يملى عليهم اقتراعه؟!
مطلوب اذا إعادة النظر مرتين وثلاث وأربع في خطابها إعلامي يحتاج إلى تصحيح..
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 04-أكتوبر-2024 الساعة: 08:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/30150.htm