السبت, 19-أبريل-2003
أ. عبدالحليم سيف -
لا وقت للعنف والتضليل
منذ البداية استبشرنا خيرا بتوقيع 23 حزبا وتنظيما سياسيا على وثيقة الاصطفاف الوطني, التي تتضمن ضوابط واضحة لإجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة, ومتميزة في السابع والعشرين من أبريل الجاري .., يتوج بها شعبنا عقداً من التجربة النيابية اليمنية في ظل دولة الوحدة.
ومن مظاهر رد الفعل الإيجابي لهذا الإنجاز ماسمعناه وقرأناه في الصحف الرسمية والحزبية والأهلية بعد الثامن من أبريل الجاري عن وثيقة الضوابط الانتخابية" وأهميتها في تأًصيل الديمقراطية وإجراء الانتخابات بعيداً عن الهيمنة والتدخل في اختيار الناخب لمن يمثله في مجلس النواب الجديد .
ويقينا بأن وثيقة الضوابط تعد من علامات الديمقراطية اليمنية وتجسيد الإحساس الصادق بالمسئولية تجاه الوطن والمصلحة العليا للشعب.. والتأكيد على ترك مواقع المكايدة.. والممارسات المظهرية والنفاق والزيف والتلاعب بإرادة وجماهير الناخبين.
بتعبير أخر جاءت الوثيقة لتخلق أجواء نقية وترسخ تقاليد راقية وحضارية في كيفية التنافس الشريف, باعتماد لغة الحوار.. وتقديم البرامج التي تمس هموم الشعب وجماهير الناخبين, وتضع الحلول الناجعة لمجمل المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بواقعية وموضوعية, بعيدا عن التضليل والخداع والكذب والعزف على أوتار الماضي.
ولا اعتراض هنا على من يمارس كل أشكال الدعاية لنفسه.. ويتناول الظواهر المختلفة بمصداقية وموضوعية بهدف جذب أصوات الناخبين يوم الاقتراع.
لكن من الخطأ أن يوظف بعض المرشحين" من الأحزاب" المهرجانات الانتخابية للنفاق وممارسة فنون الشتم والتشهير والتجريح .. واللجوء إلى تصفية الحسابات مع المنافسين تارة باستخدام العنف والترهيب. وأخرى بإثارة الأحقاد والكراهية والعصبية والتحريض وتارة ثالثة بالنيل من المكاسب التنموية والخدمية التي تحققت في غير مكان، ولاشك في أن من يمارس هذا التضليل بصورة فجة ومقيتة ويفتح المزاد للبيع والشراء لترويج نفسه خارج إطار قواعد اللعبة الديمقراطية .. فإنه بذلك يسيء لنفسه ولحزبه, لأن الناخب اليوم يميز بين الصادق والكاذب .. ويفرق بين من يعالج مشكلاته وهمومه وقضاياه بعقلانية وواقعية وبين من يتاجر بعواطف البسطاء ويخون الثقة في أجنحة عالم الخيال والوهم والشعارات البراقة التي لاتشبع جائعاً .. ولا تعالج مريضاً.. ولا تعلم تلميذا.
من هنا جاء تأكيد فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على أن من حق كل مرشح أن يروج لنفسه بيد أن الدعاية الكاذبة والخيالية هي مكشوفة ومرفوضة من قبل المواطنين.
وحتى لا يقع الجميع في المحظور فلابد من العودة إلى وثيقة الضوابط الانتخابية ففيها ما يكفي من الإجراءات الكفيلة بإنجاز حملة دعائية خالية من مظاهر الإساءة إلى الآخرين, فلا يكفي من التوقيع على هكذا وثيقة, بل على قيادات الأحزاب أن تحيط قواعدها في اللجان الأصلية والفرعية بهذه المسألة.. بحيث يظهر الجميع قدراً عالياً من المسئولية الوطنية تجاه حدث لا وقت فيه للعنف والخداع والمزايدة.
ويبقى الأمل في أن تتوصل قيادات الأحزاب الموقعة على وثيقة الضوابط الانتخابية في اجتماعها غدا الأحد بصنعاء إلى آلية عمل تؤدي في النهاية إلى الالتزام الصارم بقاعدة الإجماع واحترام إرادة الناخب.. واحترام الدستور والنظر بعين العقل إلى المصلحة العليا للوطن.. والتمسك بقيم الديمقراطية والحوار والحرية والتباين في الآراء من اجل بناء اليمن.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 09:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/3161.htm