الإثنين, 23-يونيو-2003
المؤتمر نت -
دورة الأمل القومي


في رحاب صنعاء يلتقي تحت سقف واحد، أكثر من 150 شخصية سياسية وثقافية عربية في إطار المؤتمر القومي العربي في دورته الرابعة عشرة لمناقشة "حال الأمة" من مختلف جوانبه وذلك في لحظة عصيبة وحرجة تمر بها ألأمه اليوم.. تضاعف من قتامة المشهد ،أفرزته تطورات احتلال العراق واتساع دائرة المذابح التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني من قبل آلة إسرائيل الإرهابية، فضلاً عن الشعور باليأس والإحباط الذي يسود الشارع العربي بفعل ضعف الأداء العربي.
ولهذا كان لا بد من لقاء واسع يعقده نخبة من مفكري ألأمة لتدارس السبل الكفيلة للخروج من حالة الشتات والتمزق والتفكك، وجاء هذا اللقاء في زمانه ومكانه لتؤكد صنعاء عاصمة العروبة والمجد القومي الأصيل –بهذا- دورها الطليعي والرائع والمشرق والشجاع في الوطن العربي باعتبارها منبراً لكل فكر حر وقومي شريف، ولتعميق موقعها كمنارة لكل العرب من المحيط إلى الخليج.
إن احتضان اليمن لهذه التظاهرة السياسية القومية الهامّة يعكس في حقيقة الأمر الموقف المبدئي للمؤتمر الشعبي العام إزاء مجمل القضايا القومية والإسلامية من جهة كما يجسد صدق القيادة السياسية بزعامة قائد المسيرة وفارس العرب فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حيال هموم الأمة وتطلعاتها.
وفي القلب يأتي الاهتمام اليمني على مختلف المستويات بالقضية الفلسطينية من خلال الدعوات المتكررة لتوحيد الموقف العربي إزاء الصراع العربي الإسرائيلي، والعمل الفاعل والصادق لإسناد نضال المقاومة المشروعة لإزالة الاحتلال لتطهير المقدسات الإسلامية في القدس من رجس الاستعمار الصهيوني، ودعم الجهود الدولية المخلصة الرامية لإيجاد تسوية عادلة وشاملة تُفضي إلى استعادة الحقوق المشروعة في فلسطين وهضبة الجولان السورية وجنوب لبنان وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي.
وحينما يتابع اليوم نحو ثلاثمائة مليون نسمة فعاليات مؤتمر صنعاء فإن الإنسان العربي يتطلع إلى أن يخرج المؤتمر بقرارات ترتقي إلى مستوى التحديات، وتمس هموم وطموحات الأمة وفي المقدمة بلورة استراتيجية قومية لمواجهة الأخطار الاقتصادية والأمنية والسياسية، والعمل بصدق نحو إشاعة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وإنهاء الخلافات الثنائية والشعور المسئول بأن المرحلة لم تعد تحتمل المحاور القُطرية بقدر ما تتطلب التكامل والعمل المشترك في إطار جامعة الدول العربية.
من هنا تكون دورة صنعاء دورة الأمل العربي لانتشال الأمة من الواقع المهين والمذل والعمل بجدية لإصلاح البيت العربي من الداخل قبل أن يأتي الآخرون للتدخل في شئون الأمة وشجونها تحت شعارات وهمية وما أكثرها.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 08:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/3182.htm