الإثنين, 26-يونيو-2006
العزب الطيب الطاهر -
مرافيء...الرئيس علي عبد الله صالح

شخصيا استبعد ان تكون الرغبة التي عبر عنها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالتنحي عن السلطة قبل أشهر نوعا من المناورة السياسية وأحسب أنه كان يعبربحق عن رغبة ذاتية لديه بيد ان الضغوط التي مارسها الحزب الحاكم -حزب المؤتمر الشعبي- الذي يرأسه فضلا عن ضغوط الشارع التي رأينا ملايينه تخرج بالأمس الي صنعاء مطالبة بتراجعه عن قرار التنحي- والتي استجاب لها - كان لها فعل السحر علي الرئيس صالح ومع ذلك كنت منحازا لفكرة الا يستجيب لهذه الضغوط أو حتي للشارع فهو طرح مبررا قويا ومنطقيا لقراره بمغادرة الموقع الأول للسلطة في اليمن يتمثل في انه يرغب في اتاحة الفرصة لعملية تداول سلمي للسلطة في بلاده كنت أحلم ان يقدم الرئيس صالح نموذجا للقادة العرب المتربعين علي عروش السلطة دون وراثتها وانما عبر انتخابات في نظم جمهورية.

كنت أحلم ان أري بأم عيني رئيس جمهورية عربي اختار الخروج بارادته من منصبه تاركا الساحة لأجيال جديدة قادرة علي الابداع وتقديم الحلول البديلة لما هوقائم من أزمات وحالات احتقان في الشارع السياسي العربي خلال العقود الاخيرة.

لقد كنت شاهدا علي العبارة التي قالها الرئيس صالح :لا ان نحلق رؤوسنا قبل ان يحلقها غيرنا في مؤتمر صحفي شهير عقده بصنعاء علي هامش مؤتمر عن الديمقراطية وهو ما دعا الكثيرين من نخب الامة الي الاستبشار باعلانه عن قراره بالتنحي عن السلطة. ولكن يبدو ان الاوضاع لم تنضج بعد بما فيه الكفاية علي مستوي النخب الحاكمة العربية للتفاعل مع مطلب التداول السلمي للسلطة وهو امر سيستغرق فترات زمنية اطول مما يتصور البعض لأسباب تتعلق بطبيعة النظم السياسية العربية ذاتها والملتفين حولها والذين لا يرغبون في اي عملية تغيير حقيقي وجوهري حتي لا يفقدوا المنافع والمصالح التي يحققونها من حالة مراوحة المكان التي تقيم بها النظم العربية.

السطر الأخير : لا تتنحي عن عرش قلبي فمثلك جدير بالتوغل بين ضفافي تحيطك عشقا وولعا بروحك المغزولة بالسكن

الراية القطرية
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 03:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/32150.htm