الإثنين, 24-يوليو-2006
المؤتمر نت - الصعفاني المؤتمرنت - عبدالله الصعفاني -
خذلوك فلا تيأس..!!!
أصعب شيء أن يكون التيار أكبر من نواياك الطيبة .. اصعب موقف عندما تصرخ تأثراً بأوجاع أمتك فتصدمك حقيقة أنك تزأر في الفراغ الأجدب..
أمّا الأكثر صعوبة وقسوة فهو أن تكتشف أن التوقف عن مسعى المصلحة أجدى نفعاً .. وأن سحب الفكرة بديل واقعي لمخاطر التمسك بها..
< السطور السابقة اختزال واختصار لقرار الجمهورية اليمنية سحب دعوتها ومساعيها لعقد قمة عربية تتدارس الأخطار وتتخذ قرارات تعصمنا من بعض الأهوال..
يا الله .. حتى القاعدة الاسلامية الذهبية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» اغتلناها فاندفعنا باتجاه المفاسد بعد أن أغلقنا كل طريق باتجاه المصالح الحقيقية للأمة.
< الأخ الرئيس علي عبدالله صالح .. لم يتوفر نصاب انعقاد القمة .. فالأولوية عند نظامنا السياسي العربي اليائس رغم معطيات القوة تعطي مؤتمر روما الأفضلية .. وحالة الانحطاط تتفهم أن يكون الشرق الأوسط بديلاً عن الأمة العربية .. لن تلتئم القمة العربية .. ستبقى حزمة الهموم الدامية تتحرك مثل كرة نار في تلال من القش والنفط..
< .. أنت قائد وحدوي بطبعك .. عاشق أصيل لأمتك .. ولذلك كان لسان حالك وأنت تجتهد لانعقاد القمة العربية .. فكروا إخوتي القادة بعقولكم .. لابد من موقف بديل عن هذه الفرجة .. لابد من قفزة مسؤولة فوق حالة التقعر..
البدائل رهيبة لو كنتم تفكرون ..! وتؤمنون بقدرات الأمة على مواجهة الأخطار باليسير من تحريك إرادة الثقة بالله وبالشعوب المتوجعة بما يحدث في فلسطين ولبنان .. في العراق والسودان وفي الصومال .. والحبل على الجرار.
< الأخ الرئيس .. نحن نعيش زمناً عربياً تحولت الشهامة فيه إلى تهمة .. عندما دعوت إلى عقد قمة عربية طارئة بكلماتك المفعمة بشحنة من الإحساس بالمسؤولية التاريخية لم تكن تبحث لليمن عن بطولة زائفة وإنما تعبر عن انشغال بهموم أمة ودماء إخوة .. كنت ترنو إلى قمة تبحث في الواقعي من الحلول وتفعيل أي دور يخرجنا من أدوار التخبط بين مشاعر الحيرة والتواطؤ والارتباك والسلبية .. وكنت تترجم منظور شعبك..
< وعذراً فخامة الرئيس .. أنا هنا لا أعبر عن عواطف طيارة أو طائرة .. وإنما أحاول قراءة تفاعلك المسؤول وانحيازك المتفهم لضرورة تحريك الراهن الراكد .. والواقع البائس رغم جبال الأدخنة واللهب والخراب والدماء المسفوكة..
< ونعم .. سحبت اليمن الدعوة إلى قمة .. خوفاً من انقسامات أخطر .. وتحسباً لملاسنة متوقعة .. واتهامات اعتدنا عليها .. ولكن لم يكن لقائد عربي مثلك أن ينسحب من فكرة إلاّ ويتجه إلى غيرها من باب «أضعف الايمان» دعوة الأمة اليمنية إلى التبرع بالمال والإسهام بكل ما هو ممكن للإبقاء على أي شيء يعزز إيمانك بقدرة الشعب العربي على المساندة.
< وأخيراً .. الأخ الرئيس .. شعبك يقدر لك قرار .. إذا لم يحقق مؤتمر القمة الفائدة فمن الخير أن لا يتسبب في إضافة أزمة.
وأمتك تدرك وتلتقط ذبذبات تفانيك وإخلاصك في زمن عربي غارق في الرداءة..
< لا تحزن فخامة الرئيس فلا بد من ضوء في نهاية النفق .. رغم إصرار النظام السياسي العربي على البقاء تحت مستوى العدم.
* نقلاً عن صحيفة الثورة
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 04:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/33100.htm