الخميس, 21-سبتمبر-2006
المؤتمر نت -  بقلم / أحمد غراب -
فوز صالح بداية لمرحلة جديدة من تاريخ اليمن(بقلم/ أحمد غراب)
أسباب الفوز الساحق للرئيس صالح هي ذاتها أسباب السقوط الكبير لمرشح أحزاب المعارضة اليمنية.

فوز الرئيس صالح بولاية رئاسية جديدة له اهميته الاستثنائية في المرحلة القادمة من تاريخ اليمن سواء على صعيد السياسة الداخلية او الخارجية والاقليمية. ولعل ذلك جاء نتيجة لعدة عوامل.

العامل الاول، اكد فوز صالح ان شعبيته الكبيرة في الشارع اليمني هي الورقة الرابحة التي ينتصر بها على خصومه. ولعل ابرز العوامل التي ساهمت في سقوط ابن شملان امام صالح هي حصول صالح على دعم قبلي غير محدود، حيث اظهرت الاحصائيات ان صالح تقدم بفارق كبير جدا في جميع المحافظات القبلية وخصوصا تلك التي كان يراهن عليها اعضاء المعارضة اليمنية مثل محافظة صعدة اليمنية التي شهدت احداث الحوثي حيث تقدم فيها صالح بشكل غير متوقع وحقق نتيجة لم يكن يتوقعها الكثير.

العامل الثاني الذي ساهم في سقوط مرشح المعارضة اليمنية هو انعدام خبرته العسكرية حيث ساهم هذا العامل بشكل كبير في عدم التصويت له خوفا من عدم تمكن الاخير من التصدي لأي ظروف قد تواجه اليمن في حال نشوب أي فتنة داخلية او تدخل خارجي. ولعل دور صالح في مكافحة الارهاب واخماد فتنة الحوثيين في صعدة وتجنيب عدن غزوا اميركيا كان محتملا بعد تفجير الناقلة بالاضافة الى خبرة صالح القيادية في توجيه الجيش للدفاع عن الوحدة اليمنية اثناء حرب التمرد والانفصال التي شهدتها البلاد في عام 1994م، كل هذه العوامل ساهمت بشكل كبير في التصويت لصالح دون غيره.

العامل الثالث هو تعويل اليمنيين على الجهود التي يبذلها صالح لتأهيل اليمن للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي خاصة وان صالح قطع شوطا في هذا المضمار بعد ان تحسنت علاقات اليمن بجارتها السعودية وانضمت اليمن الى بعض منظمات دول مجلس التعاون الخليجي. كما دشن صالح حملة لمكافحة الفساد الداخلي واتخذ جملة من الاجراءات الاقتصادية اللازمة لتأهيل اليمن خليجيا خصوصا وان شعار الحملة الانتخابية لصالح هو نحو يمن جديد ومستقبل افضل وهذا الهدف هو ملخص لطموح معظم اليمنيين.

العامل الرابع هو المرأة اليمنية حيث اتضح بحسب مصادر يمنية مسؤولة ان اكثر من 80% من اليمنيات صوتن لصالح. ولعل هذا يعود لجملة من الاسباب اهمها ان صالح هو احد اسباب خروج المرأة اليمنية من حالة الاستعباد التي طالما عانت منها المرأة اليمنية خلال الستينات والسبعينات بالاضافة الى شعور النساء بأن التيارات الاسلامية والليبرالية لا ترى فيها سوى بطاقة للمزايدة السياسية ولا تقدم لها أي خطوات عملية تدفع بحريتها وطموحها الى الامام. ولعل صالح ادرك ان المرأة عامل مهم لفوزه فسعى الى التوجيه خلال احتجاجات النساء الاخيرة على ضعف تمثيلهن كمرشحات في الانتخابات المحلية بسحب عدد كبير من المرشحين الرجال التابعين للحزب الحاكم وانزال نساء مكانهم الامر الذي مثل ضربه قاسية لاحزاب المشترك التي لم تجرؤ على اتخاذ خطوة مماثلة.

والخلاصة ان فوز صالح يعني لليمنيين ضمانة اكبر للاستقرار وخطوات باتجاه الخروج من النفق الاقتصادي المظلم. كما يعني لهم ايضا علاقات افضل مع واشنطن ودول الخليج حيث يرى معظم اليمنيين ان صالح نجح بدرجة كبيرة في قمع تنظيم القاعدة في اليمن وتحسين العلاقات مع واشنطن وخلق مناخ سياسي متعدد الأحزاب.

ميدل ايست اونلاين

تمت طباعة الخبر في: السبت, 21-سبتمبر-2024 الساعة: 03:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/35181.htm