الأربعاء, 22-نوفمبر-2006
القرضاوي نت -
القرضاوي:"فقه الائتلاف"يبدد حيرة الشباب
انتقد الدكتور العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلماء الذين يظهرون الخلافات أمام الشباب في كل سؤال يتم توجيهه إليهم، بما يجعل الشباب في حيرة من أمرهم في أمور دينهم، مطالبًا بإيجاد فقه للائتلاف لمواجهة حيرة الشباب تجاه تلك الخلافات.

ودعا القرضاوي ، خلال افتتاح المؤتمر العالمي العاشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي في القاهرة الثلاثاء 21 نوفمبر 2006 إلى "ضرورة إنهاء حالة الإحباط واليأس الذي يعاني منه الشباب حاليًّا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية"، وقال موجهًا حديثه لعلماء الأمة: "علينا أن نخرج الشباب من الحيرة إلى حيِّز النور، ولا ينبغي أن نشغلهم بالمسائل الجزئية والأحكام التفصيلية"، وانتقد العلماء الذين "يظهرون الخلافات أمام الشباب في كل سؤال يتم توجيهه إليهم، بما يجعل الشباب في حيرة من أمرهم في أمور دينهم"، وتابع مضيفًا: "لا بد من إيجاد فقه الائتلاف، حيث إن العلماء مسئولون عن الشباب وإخراجهم إلى بر الأمان".

الشباب عماد الصحوة

وأكد الشيخ القرضاوي خلال المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "الشباب وبناء المستقبل" أنه "لا يمكن أن تكون هناك صحوة إسلامية بدون صحوة الشباب المسلم"، وقال: "إن الشباب -ذكورًا وإناثًا- هم العمود الفقري للصحوة الإسلامية، وإن هذه الصحوة بدأت بوادرها".

وحمّل الشيخ القرضاوي "علماء الأمة الإسلامية المسئولية عن إعداد الشباب وهدايتهم"، موضحًا أن "الشباب يشتكون من عدم تحقيق مطالبهم المادية والثقافية، فهم يتخرجون فلا يجدون عملاً، ويبلغ الواحد منهم الثلاثين (عامًا) ولا يستطيع أن يتزوج"، ودعا إلى "تعليم الشباب التعليم الحقيقي لا الحفظ والصم، وأن نحافظ على عقولنا المبدعة"، خاصة أن "أمتنا أصبحت في تراجع، ويقال عنها إنها متخلفة نتيجة هجرة عقولها".

ورفض القرضاوي فكرة تحديد النسل التي يتم التأكيد عليها في كثير من الدول العربية والإسلامية، قائلاً: "إنه في كثير من بلادنا نعتبر أن كثرة الشباب والعدد مشكلة، وندعو إلى تنظيم الأسرة مع أن الكثرة تُعَدّ نعمة إلهية ينبغي توظيفها، كما تفعل الصين حاليًّا".

الغرب والشباب المسلم

ومن جانبه اتهم المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس السودان الأسبق في كلمته الغرب بمحاولة إتلاف عقول الشباب، معتبرًا أن الشباب المسلم يواجه "حاليًّا تحديات تستهدف هويته وعقيدته، وأنه لا بد من كشف الخطط التي تهدف لهدم القيم والأخلاق".

ولفت إلى حملات غربية "لتمييع الأخلاق" لدى الشباب وقال: "علينا أن ننتبه لأسلحة الدمار الشامل الغربية التي تحاول أن تنقل إلى المجتمعات العربية والإسلامية ما يتسم به شباب الغرب من انفلات"، وأضاف "أنه لكي نحمي شبابنا من الحملات الغربية لا بد أن نوفر له رصيدًا من التوعية الثقافية، وتوفير الرد لهم على الشبهات التي يوجهها الغرب ضد الإسلام".

وبدوره حذر الدكتور كامل الشريف رئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة من وجود أجندة لدى المنظمات الغربية للقضاء على العمل الإسلامي، ومحاولة بعضها استخدام الحوار مع المسلمين لتعطيلهم، وإضعاف طاقتهم، وطالب "الحكومات الدول الإسلامية بأن تنتبه للخطط الغربية التي تلاحق كل ما يحمل لفظ إسلام من عمل أو جهد، وأن يكون لديها أجندة لمواجهة الإرهاب والتطرف، ومنع دخول أي أفكار انحرافية".

ومن جانبه، دعا وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق إلى أن "يتم بناء عقول شباب الأمة الإسلامية بتوضيح إيجابيات وسلبيات التيارات المختلفة وعلى رأسها تيار العولمة"، وقال: "إننا مسئولون عن حماية الشباب المسلم من خلال تقديم التعليم الجيد الذي ينمِّي عقولهم، وتوضيح تعاليم الإسلام لهم بعيدًا عن التطرف والغلو، وإيقاظ روح التعاون والإخاء بينهم".

العمل الخيري

وفي كلمته أمام المؤتمر العاشر الذي يعقد للمرة الأولى في القاهرة قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الأوقاف والشئون الإسلامية السعودي، رئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي: "إننا أمام حملات تستهدف إبعاد الشباب عن الإسلام في وقت تتسلل فيه فكرة التكفير، وجريمة التفجير بين صفوف الشباب، وإنه ينبغي أن يأخذ علماء الأمة بأيديهم"، ودعا في الوقت نفسه لضرورة توسيع العمل الخيري الذي تعثر في السنوات الماضية.

أما الدكتور صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية لشباب العالم الإسلامي فشرح في كلمته جهود الندوة وأنشطتها خلال الفترة الماضية التي اتسمت بالتضييق على العمل الخيري الإسلامي، وقال: "إن الفترة الماضية أظهرت للعالم أن المنظمات الإسلامية شريك هام في العمل الخيري، خاصة أنها تستطيع الدخول في أماكن الكوارث والنكبات بقدر أكبر من المنظمات الغربية".

وفي كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية التي ألقتها السفيرة نانسي بكير أعلن عمرو موسى عن قرب ظهور ما أسماه "الإعلان العربي"؛ لتمكين الشباب وإشراكه في كافة الجوانب السياسية والاجتماعية.

وبدأت فعاليات المؤتمر العاشر لـ"الندوة العالمية للشباب الإسلامي" في العاصمة المصرية القاهرة الثلاثاء 21-11-2006 بمشاركة 700 عالم وداعية ومفكر من 99 دولة، وتركز كافة محاور المؤتمر على قضايا الشباب المسلم.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 12-مايو-2024 الساعة: 05:13 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/37082.htm