الجمعة, 13-أبريل-2007
المؤتمرنت/محسن بن طالب -
مناقشة عابرة لخيمة الدكتور ياسين نعمان..........محسن بن طالب
يصاب المرء بالذهول والجزع ، وهو يقرأ تصريحات الدكتور ياسين نعمان التي تشير إلى إصراره على الانزلاق نحو منحدر ، فالقامات الكبيرة تتضاءل من ألسنتها فتغدو اقرب إلى القذى الذي يصيب العين بالألم .

مرد الدهشة لا يقتصر وحسب في حزمة المغالطات التي أوردها أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني في مقابلته الصحفية مع رئيس تحرير صحيفة الوسط ،ولكن بالتحديدتساؤلاته عن ما اسماه بـ نفط الجنوب ومصير عائداته في خضم حديثه عن ادعاءاته عن حرمان تعاني تلك المناطق! . ومن حيث المبدأ فان حديث الدكتور بدا مثقوبا بنفس شطري مغاير لمسار تأريخه السياسي الذي عرف عنه؛ وهو الأمر الذي يحفز على مناقشته . فإذا رأى الدكتور انه يتعين على الحكومة وقف موارد كل منطقة عليها بعينها ولا تتعداها إلى مكان آخر داخل الوطن الموحد ، فإن كل الأحاديث المبهرجة التي قالها الامين العام عن الوحدة ستكون منقوصة ، فضلا عن المشاكل الديمغرافية التي ستنشئها حاجة سكان المناطق الفقيرة ستضطر إلى الهجرة الجماعية نحو المناطق التي تتركز فيها الثروة .

هذا من جهة وثمة من جهة ثانية في حديث الدكتور نعمان ما يدعو للاستغراب، فهو أنكر على نحو لافت وجود نهضة تنموية في المحافظات الجنوبية ؛ وربما كان عليه أن يتردد كثيرا قبل أن يخوض مضمارا من المغالطات في ما هو معلوم من الحقائق . مدينة عدن ، مثالا وهي التي تظاهر الدكتور بالبكاء على مصيرها ، لعله سيدرك كم كان هازلا لوانه عاد بالذاكرة قليلا إلى الوراء لرؤية الواقع الذي كانت عليه تلك المدينة أيام حكم حزبه الذي امتد عشرات السنين ،تولى فيه الدكتور الجليل رئاسة الحكومة لأكثر من 4 أعوام !! مالذي أنجز خلا تلك الفترة؟! قطعا يعرف الدكتور أن الإجابة محرجة بعد المقارنة بما قائم. والكلام بالطبع ليس عن المباني والعمارات ولكن هناك مشساريع خدمية حيوية وبنية تحتية أنجزت في المحافظات الجنوبيةالتي ظلت محرومة طيلة وجود الحزب الاشتراكي في الحكم خلال فترة التشطير، وأيضا خلال فترة مشاركته في حكومة ما بعد الوحدة .

حسنا لقد شبه الدكتور نعمان مدينة "عدن" بالخيمة كناية عن بؤس الحال ، على أن الواجب يدعونا لحث الدكتور الجليل على مغادرة "الخيمة" التي حبس نفسه ورفاقه فيها وعندئذ سيرى الواقع كما هو وسيدرك أن البؤس السياسي هو الذي يصور لصاحبه ان كل ما حوله بائسا.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 11:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/42747.htm