الإثنين, 24-سبتمبر-2007
المؤتمر نت -   افتتاحية صحيفة 26 سبتمبر -
نهج الحوار
دعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الأحزاب والتنظيمات السياسية الى الحوار في خطابه بمناسبة حلول الشهر الفضيل رمضان المبارك وفي كلمته بالذكرى الأولى ليوم العرس الديمقراطي 02 سبتمبر .. متبعاً ذلك بخطوة عملية من خلال تجديد دعوته يوم غدٍ الأثنين الى اجتماع مفتوح تطرح على طاولة الحوار فيه كل القضايا الوطنية لتناقش بمسؤولية بعيداً عن الأحكام المسبقة والتصورات الجاهزة والاشتراطات المتواري خلفها إضمار سوء النوايا.. تأكيد على منهجية الحوار في فكر الأخ الرئيس السياسي الذي به استطاع اليمن التجاوز والانتصار على الصعوبات والتحديات السياسية والاقتصادية مجنباً أبنائه مخاطر كبيرة، محققاً انجازات وطنية عظيمة على قاعدة الحوار الذي أعتمده منذ الأيام الأولى لتحمله مسؤولية قيادة اليمن.

ودعوته هذه ليست الا استمرارية وتواصلاً لهذا النهج الحكيم الذي يتطلب بالمقابل من شركاء الحياة السياسية مسؤولية ترتقي الى مستوى هذا الحرص على حاضر ومستقبل الوطن.
لذا فالمؤمل من هذه الأحزاب أن تتلقف هذه الدعوة وتستوعب موجباتها وتتعاطى معها بجدية تبرهن من خلالها على مصداقية ادعاءاتها انها مع الحوار الذي هو بدون شك خيار يمكن في إطاره وعبره حل أصعب المشاكل وأعقد القضايا كونه صيغة تعبر عن معاني ودلالات النضج السياسي الديمقراطي من خلال ليس فقط القبول بالآخر والإصغاء الى آرائه وتصوراته ولكن أيضاً إشراكه في الحلول والمعالجات وبالتالي في تحمل المسؤولية تجاه الوطن الذي لايعني طرفاً دون آخر أو جماعة دون اخرى من ابنائه، فالجميع مواطنين وأحزاب، دولة ومجتمع سلطة ومعارضة جميعنا شركاء في المسؤولية تجاهه، فنحن جميعاً في سفينة واحدة وعلينا ان نبحر جميعاً ومعاً الى بر الأمان.
ان الحوار الذي نتحدث عنه يقتضي وعياً ناضجاً وعقولاً منفتحة قادرة على استيعاب ضروراته الوطنية في معطياتها المرحلية المكونة للقضايا والمصاعب الداخلية بمعرفة العوامل والأسباب في أبعادها الوطنية والاقليمية والدولية وعلى نحو موضوعي وهذا يتطلب تجرداً من أية نوازع أنانية تعبر عن مصالح حزبية أو شخصية ضيقة وتحرر من استحكام تأثيرات الماضي السلبي على تفكير بعض القيادات السياسية في الأحزاب والذي يشكل الانشداد الى قضاياه موانع للخروج من الحوار بنتائج تجسد الهدف منه وبلوغ الغايات الوطنية التي يفترض أن يخرج بها المتحاورون.
وفي هذا المنحى على الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إدراك ان الحلول والصعوبات والمشاكل التي يجابهها الوطن وابناؤه لايحققها افتعال الأزمات وتأجيج الفتن واشعال الحرائق عبر التحريض على المظاهرات والإعتصامات واعمال الشغب والغوغاء واشاعة الفوضى، كما جرى في الأيام الماضية بل بالحوار الذي هو أقصر الطرق الى معالجة أية قضايا او صعوبات والخروج من أية ازمات خاصة وان المنطق والعقل يضعانا امام حقيقة انها لاتخدم احد ولا تصب في مصلحة احد ومواجهتها الايجابية الحقيقية لاتكون الا بالعمل على تعميق وترسيخ الوحدة بين ابناء اليمن وخلق اصطفاف وطني لمواجهة تحديات وصعوبات هذه الفترة التي ليس وحدنا من يعاني منها بل الجميع في المنطقة والعالم والقوى السياسية هي الأكثر إدراكاً لهذه الحقيقة وينبغي الاقلاع عن استغلالها لتحقيق غايات ومآرب حزبية أو شخصية ضيقة، فالوطن ومصالح ابنائه هو مايجب ان نحرص عليه ومن خلال ذلك تتحقق مصالحنا جميعاً التي لاتنسجم مع صب الزيت على النار.. بل بالحوار.. وبالحوار وحده ننتصر على كافة التحديات ويتقدم ويزدهر الوطن وتتحقق الرفاهية لكل ابنائه.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/49189.htm