الخميس, 27-سبتمبر-2007
المؤتمر نت -   نصر طه مصطفى* -
في ذكرى الثورة..هل ينهون الفتنة؟!
بالأمس مرت الذكرى الخامسة والأربعون للثورة الأم 26سبتمبر وقيام النظام الجمهوري بعد عقود طويلة من الاستبداد والبؤس والتخلف سبقتها قرون متقطعة في ظل نفس الأحوال البائسة من حكم الأئمة الذي اتسم بكل أنواع الظلم والقهر والتعصب العرقي والمذهبي والتجهيل والإفقار المتعمدين تطبيقا لنظرية (جوع كلبك يتبعك) واعتقادا أن نظامهم لا يستمر ويبقى في ظل التعليم والحرية... ولذلك كلما زادت مساحة التعليم كانوا يخسرون الحكم، وكلما زادت مساحة الوعي الشعبي كان استقرارهم في الحكم ينتهي أو حظوظهم بالاستمرار فيه تتراجع ومن باب أولى حظوظهم بالعودة إليه!
بالأمس مرت هذه الذكرى الغالية والعزيزة والتي لا ينطفئ وهجها مهما مر من السنين لأنها ذكرى الثورة التي أعادت لشعبنا كرامته وأحيته من موته الطويل وأنقذته من الجمود والانقراض... وكل يوم يمضي يؤكد لنا مثل هذه الحقائق وكل فتنة عاشتها بلادنا خلال الأعوام العشرين الماضية أثبتت لنا قيمة الثورة في حياتنا وأهميتها كحدث أخرجنا من ظلمات الاستبداد والتنازع والعصبيات والفتن الداخلية إلى رحاب الحرية والتآلف والاندماج الاجتماعي والأمن والاستقرار... وكفى بفتنة صعده دليلا على كل ما نقوله عن ثورة سبتمبر العظيمة، فهل يعقل بعد أكثر من أربعة عقود على قيامها ومعايشتنا لمعاني الحرية والمساواة والديمقراطية والانفتاح على العالم من حولنا أن يأتي من يدعونا للعودة إلى تلك الكهوف المظلمة والقرون النكدة والسواد الحالك؟!
كم يحز في النفس هذه الأرواح التي أهدرت في سبيل فتنة ليس لها نهاية سوى غلبة الدولة على المتمردين إن أرادت ذلك، وتزداد الحسرة أكثر ونحن نعيش العيد الخامس والأربعين للثورة التي أرادت الخير لمثل هذا الشباب الذي كان الأولى أن تتجه جهوده وطاقاته لمجالات البناء والعطاء من أجل مصلحة بلدهم ومصلحتهم... لقد كتبت سابقا وقلت إن ما يجري في صعده ليس أكثر من فتنة ستنتهي عاجلا أم آجلا وأن إشعالها من قبل المتمردين مرة بعد أخرى ليس أكثر من دليل على عدم جديتهم في السلام فقامت الدنيا علي من قبل عناصرهم، وهاهم اليوم يصلون عمليا إلى كل ما قلناه... وكم أتمنى اليوم وهم في حالة الهدوء القائمة بعد أن طلبوا الوساطة الخارجية أن يحسنوا انتهاز هذه الفرصة بالمعنى الإيجابي أي بأن يتعلموا من التجربة القاسية السابقة وأن ينصاعوا للحق وينفذوا كل بنود الاتفاق الذي أخرجهم من محنة صعبة وحافظ على ماء وجوههم وأن يطفئوا نار الفتنة إلى غير رجعة بالاندماج مجددا في المجتمع وبالاستفادة من الفرصة المتاحة أمامهم لممارسة نشاط سياسي مشروع دستورا وقانونا بدلا عن المغامرات الطائشة التي أوصلتهم لطريق مسدود بل وأفقدتهم التعاطف من قبل كل الشرائح الاجتماعية والسياسية التي راهنوا عليها!
كم سيكون جميلا لو أن هؤلاء الشباب عززوا احتفالنا بالعيد الخامس والأربعين للثورة بفرحة التنفيذ الكامل للاتفاق من قبلهم واثقين مطمئنين أنهم يتعاملون مع رئيس وقائد لم نعتد أن يظلم عنده أحد من رموز المعارضة الذين خاضوا تجارب مماثلة من قبل بدءا من حروب المناطق الوسطى مرورا بحرب صيف94 وانتهاء بحرب صعده الأولى والثانية التي أثبت لهم بعدهما جديته وصدقيته في وأد الفتنة التي أشعلوها فأعلن العفو العام عنهم وأطلق مساجينهم وأعاد ممتلكاتهم وعوضهم عن خسائرهم وأعادهم إلى وظائفهم وأعمالهم... فهل يفعلون هذه المرة ويصدقون ويثبتون جديتهم في إنهاء الفتنة وإحلال السلام
*26 سبتمبر
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 12:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/49332.htm