الخميس, 25-أكتوبر-2007
المؤتمر نت - عبدان دهيس عبدان دهيس* -
عن أي جنوب يتحدثون؟!!
كثر تمادي وتطاول (المزايدين) على الثوابت الوطنية، وبخاصة ثوابت الوحدة والديمقراطية.. ولم يقف تماديهم وتطاولهم عند هذا الحد ؛ بل تجاوز هذه الثوابت، ليصل إلى المجاهرة بالدعوة إلى الانقلاب على الوحدة، والحديث عن فصل الجنوب عن الشمال والعودة إلى (عهد التشطير) الأليم.. وغيرها من الدعوات الانفصالية، التي تعكسها (الشعارات) التي يرفعونها، من خلال ما يسمى بـ(الاعتصامات)، فعن أي (جنوب) يتحدث أمثال هؤلاء المتاجرين بالقضايا الوطنية تحت يافطة ما يسمى بـ(حقوق المتقاعدين)، وأي (هوس) ينشدون؟!!

لقد بات الأمر جلياً ومكشوفاً، وباتت النوايا واضحة ومفضوحة ؛إذْ تشير جميع الدلائل إلى أن هناك مخططاً تقوده (قوى معروفة) وبدعم من الخارج للانقضاض على الوحدة اليمنية، وإعادة تقسيم وتجزئة وتفتيت الوطن اليمني الموحد، الذي لم يعجب أمثال هؤلاء أن يروه قوياً معافى وموحداً، وتسير فيه عملية البناء والتنمية والاستثمار بوتائر عالية، ليلحق بقطار العصر والتطوير والتحديث، وحياة الرقي والمدنية والحضارة، ولكن يغيب على هؤلاء أن الشعب اليمني بأسره (من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه) الذي عانى وذاق من عذابات الإمامة والاستعمار والتشطير لعقود طويلة، لا يمكن أن تنطلي عليه، مثل هذه التوجهات التآمرية والمخططات المكشوفة، فلديه من الوعي والحكمة والتجارب ما يجعله أن يتصدى لها بكل اقتدار، ويهزمها في مهدها..!!

لقد غدت (وحدة الوطن) حقيقة ثابتة، وهي قضية تاريخية وأزلية، قدم الشعب من أجل تحقيقها (قوافل) من الشهداء، و(أنهاراً) من الدماء الزكية والتضحيات الجسيمة، حتى بزغ فجرها وطلعت شمسها في (22مايو) المجيد عام 1990، فمن الصعب على (الحالمين) بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء أن يحققوا مثل هذه المآرب والنوايا التآمرية المفضوحة والخبيثة، فالجنوب الذي يتحدثون عنه غدا اليوم جزءاً من الوطن اليمني الكبير الموحد، والهوية الوطنية للشعب أصبحت واحدة، والانتماء الوطني واحداً، والوحدة مغروسة في وجدان وضمير هذا الشعب، فيصعب اختراق هذا الوجدان، وهذا الشعور.. فعن أي (هوس) وعن أي (جنوب).. يتحدث هؤلاء؟!! أكيد عن (جنوب) يقع في (المريخ).. الله في خلقه شئون!!

المزايدون والمتمادون على الثوابت الوطنية غدوا مثلهم مثل جرعة (الطيش فيش) تحطها في (الماي).. وتطيش وتذوب في لحظة. إنهم يبحثون لهم عن مكان في الساحة، يسبقون به الانتخابات القادمة.. ويتوهمون أن المواطن معهم، وأن توجهاتهم التآمرية ستنتصر في الانقضاض على الوحدة.. إنها (أضغاث أحلام) لا أقل ولا أكثر و(دقي يا مزيكة)!! .
*عن 22مايو
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 11:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/50176.htm