الأربعاء, 14-نوفمبر-2007
المؤتمر نت -   الثورة -
اليمن والسعودية - الشراكة الشاملة
النتائج المثمرة التي تمخضت عنها اجتماعات الدورة الـ18 لمجلس التنسيق اليمني السعودي عكست العديد من الدلالات الهامة والدقيقة التي يستشف منها أي متابع عناصر الخصوصية التي تتميز بها علاقات البلدين وهو ما مكنها من تجاوز الأشكال التقليدية والانتقال إلى دائرة الشراكة السياسية والإنمائية والاقتصادية والتجارية بمفهومها الاستراتيجي الأوسع.
وفي ذلك ما يؤكد على أن البلدين الجارين هما من تعززت لديهما القناعة الكاملة والجادة بأهمية السير معاً في اتجاه بناء منظومة من المصالح تعود بالنفع الكبير على الشعبين الشقيقين والتقدم بهما في اتجاه المستقبل الآمن والمزدهر بإرادة وعزيمة عالية لا مكان فيها للجمود والركود والتلقائية المستترة بالحسابات الضيقة.
ومن إيجابية نتائج اجتماعات الدورة الـ18 لمجلس التنسيق اليمني السعودي التي عقدت يوم أمس برئاسة دولة الدكتور علي محمد مجور- رئيس مجلس الوزراء- وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام بالمملكة- أنها التي كسرت حاجز الحديث الروتيني عن العلاقات الثنائية إلى جانب أنها التي لم تقف عند حدود الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها والمشروعات المزمع تنفيذها من قبل أشقاء بالمملكة العربية السعودية في اليمن ولم تتوقف عند الدور الذي يمكن أن يلعبه رجال الأعمال والقطاع الخاص في السنوات القادمة- بل- تجاوزت كل هذا على أهميته لتعلن عن تدشين مرحلة جديدة تقوم على مراعاة المصالح وترسيخ الشراكة الاقتصادية التي لا تتأثر بمتغيرات الزمن ومستجدات الأيام.. باعتبار أن ما يربط بين اليمن والسعودية هو أكبر من الارتهان للعوامل العارضة أو الطارئة.
وباستقراء بسيط لما جاء في تصريحات المسئولين في البلدين الشقيقين- يوم أمس- تبرز إلى الواجهة حقيقة التطور النوعي الذي وصلت إليه العلاقات اليمنية السعودية، بما يجعلها اليوم محصنة من كل مؤثرات التأزم والقطيعة ومتسلحة بفكر الشراكة وواقعية الأهداف الموصلة إلى الغايات المنشودة لأبناء الشعبين الشقيقين إن لم يكن لكافة مكونات منظومة الجزيرة والخليج التي باتت تتفق على أن الوقت قد حان لجلوس اليمن على المقعد السابع في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. باعتبار ذلك صار استحقاقاً توجبه لغة المصالح والمتغيرات والتحديات الماثلة في المنطقة.
فاليمن هو جزء لا يتجزأ من النسيج الجغرافي والاجتماعي لهذا الإقليم، وانضمامه إليه هو أمر تفرضه محددات كثيرة لا يمكن تهميشها أو القفز عليها، أو حتى مجرد إغفالها، أو النظر إليها من زاوية تطييب الخواطر، خاصة إذا ما أدركنا بأن بقاء اليمن خارج هذه المنظومة فيه خسارة مضاعفة على أشقائه إذا ما قورنت بالفائدة التي سيجنيها اليمن وشعبه.
وتبرز ملامح هذا المعنى في ما عبر عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز- يوم أمس- حينما أجاب على سؤال أحد الصحفيين بالقول: من الصعب علينا أن ننظر إلى إخواننا اليمنيين الموجودين في المملكة كمغتربين، لأننا نعتبرهم سعوديين، كما هو الحال بالنسبة لهم الذين لا يميزون بين السعودي واليمني، ومن الواقعية أن نستبعد كلمة مغترب من أذهاننا.
وفي هذا المضمون إشارة واضحة إلى أن ما يجمع اليمن بأشقائه من وشائج القربى والإخاء وأواصر العقيدة والدين واللغة والجوار وأمومة الجغرافيا كافية لأن تجعل من شعوب هذه المنطقة جسداً متماسكاً ومتلاحماً يشد بعضه بعضاً في كل حين ووقت.
وصدق من قال: إذا ما كان أخوك بخير فأنت بألف خير

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 10:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/50935.htm