الأربعاء, 16-أبريل-2008
المؤتمر نت -   المحرر السياسي -
لماذا لا يتعلم هؤلاء في " الإصلاح " من الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله؟؟
برحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح رحمه الله افتقد حزب الأخوان المسلمين " التجمع اليمني للإصلاح " بوصلته التي ظلت ترشده إلى الصواب بعيداً عن الشطط وسياسة المقامرة وصنع الأزمات التي ظلت تنتهجها قيادة الحزب الحالية وبخاصة منذ أن اشتد المرض على الشيخ عبدالله قبل 3سنوات وبعد وفاته وحيث ظهرت تلك القيادة المأزومة داخل الإصلاح وهي تتخبط في نهجها وتفتقد للكثير من الكياسة والحصافة في ممارستها للعمل السياسي..
وعلى عكس المغفور له باذن الله الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي تميز بالقدرة والحنكة السياسية وكان رجل دولة من الطراز الأول يرفض التمترس وراء المواقف ويأخذ ويعطي لما فيه المصلحة الوطنية أولا وهي خبرة اكتسبها رحمه الله على مدى مشواره السياسي الممتد لأكثر من 45 عاماً تقلد خلالها الكثير من المناصب الرفيعة في الدولة سواء في المجلس الاستشاري أو الشورى أو وزيراً للداخلية أو رئيساً لمجلس النواب وعركته الحياة كثيراً لهذا فإنه على الرغم من أنه كان على رأس حزب معارض إلا انه عندما كان يحين موعد التصويت على الموازنة العامة أو أي قوانين أو قروض لصالح التنمية والمصلحة العامة فإنه كان لا يتردد في التصويت لصالحها مهما كان موقف حزبه منها لأنه كان يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ويقدمها على المصلحة الحزبية والذاتية .

وعلى العكس من ذلك فإن قيادة الإخوان المسلمين الحالية قد افتقدت للخبرة والدارية الكافية في إدارة شئون الدولة وفي التعامل السياسي الحكيم و ظل تعاملهم مع القضايا والتطورات يعتمد على الانفعالية والتشنج وردود الفعل غير المحسوبة النتائج ورفضوا الانصياع لأي نصيحة مخلصة لهم بالتخلي عن التمترس في مواقفهم المتصلبة والخاطئة والرافضة لكل شيء والمرتكزة على رؤية متعصبة في ممارسة المعارضة لمجرد المعارضة لهذا فإنهم ظلوا يتعاملون مع الأمور من منطلق التعطيل والتأزيم والانفعال وافتقاد الخبرة والحصافة وكان منطقهم دوماً يأتي من خلال انتهاج سياسة حافة الهاوية أي الوصول بالأمور إلى أقصى درجات التأزيم والاحتقان من خلال انتهاج خطاب سياسي وإعلامي مأزوم وعدواني ومفلس يستهدف خلق الاضطرابات وبث الكراهية والأحقاد والشخصنة للقضايا والمواقف وارتكاب الحماقات التي ألحقت بحزب التجمع اليمني للإصلاح خسائر كبيرة بدت مؤشراتها فيما حصده هذا الحزب من نكسات كبيرة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية وداخل مؤسسات المجتمع المدني ونتائج مخيبة للآمال .

ذلك أن الخطاب الذي انتهجه هذا الحزب كان مستفزاً للمواطنين وخلق لديهم شعوراً متعاظماً بعدم الثقة والخوف من المستقبل المجهول الذي ظل هؤلاء يلوحون به ودون إدراك أوفهم لحقائق السياسة ومتغيرات الواقع مما زاد الناس منهم نفوراً وعدم ثقة بهم وخاصة مع تلك التجارب الفاشلة والمريرة والتي خلفوها وراءهم عندما كانوا شركاء في الائتلاف الحكومي ويراهنون على اقتصاد الخبرة والدراية في إدارة شئون الدولة وعلى الغوغائية التي تمتلك تصرفاتهم وهي نفس المنهجية التي قادوا بها شركائهم في أحزاب اللقاء المشترك التي بدا وجودها إلى جانبهم وكأنهم مجرد كومبارس أو شهود زور يتم جرجرتهم إلى اتخاذ مواقف متطرفة وعدمية وتعطيلية لا تؤدي سوى إلى مزيد من الاحتقان والتأزم ومحاولة عرقلة جهود البناء والتنمية والاستثمار وخلق مناخات من التوتر والعنف وظل فهمهم لمعنى الشراكة الوطنية هو تقاسم السلطة مالم فهي شراكة التعطيل التي تستند على مفهوم هدم المعبد على رؤوس الجميع.
وليت قيادة الأخوان المسلمين ( التجمع اليمني للإصلاح ) يتعلمون من تلك القيم والمبادئ والرؤية السديدة التي خلفها ورائه رئيسهم فقيد الوطن الكبير المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ولكنهم من المؤسف لا يتعلمون ولا يريدون ذلك .
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 03:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/56486.htm