المؤتمر نت - هذه هي الجماهير اليمنية تنتصر لمن ينتصر لطموحاتها

الإثنين, 28-أبريل-2008
المحرر السياسي -
إجماع شعبي على اليمن الجديد
بالديمقراطية تنتصر الإرادة الجماعية للشعب على ما عداها من إرادات فردية أو شللية أو جهوية ، وبإرادة الشعب والتفاف الجماهير تحتمي وتنمو وتنتصر الديمقراطية، وعلى صخرة هذه المعادلة يتحطم كل مشروع شمولي ... وتتعرى كل ثقافة إقصائية ... وتتبخر كل نزعة تسلطية مهما حاول متأبطوها تجميلها بما يحفظون من شعارات وما يتقنون من دعاوى وأراجيف ينسبونها زوراً للممارسة الديمقراطية ...

ولمن يدعي فهم الديمقراطية اليمنية-عن قُرب أو عن بُعد- بمنأى عن معطيات ونتائج هذه المعادلة كانت رسالة الجماهير اليمنية المحتشدة إلى الشوارع والساحات العامة في عواصم محافظات اليمن بدون استثناء، احتفاءً بيوم أصبح استثنائياً في ذاكرة الجماهير، بدلالات ما حققت فيه من انتصارات لإرادتها وخياراتها الحرة على مدار (18) عاماً، ومن خلال سبع تجارب انتخابية ( برلمانية ، رئاسية ، محلية ) كانت الأولى منها والثانية والخامسة في 27 أبريل من الأعوام ( 1993-1997-2003م ) .

وعلى أساس المعادلة ذاتها ورمزية الموعد والهدف والرسالة خرجت الجماهير اليمنية من كل فئات الشعب وشرائحه " رجالاً ونساءً " لتملأ الشوارع والساحات العامة في كل المدن اليمنية، مؤكدة وحدة الإرادة الجماهيرية والإجماع الشعبي على التمسك بالديمقراطية وحمايتها ورفض ما دونها من خيارات وما يتضاد معها من مشاريع ودعاوى وأراجيف .

ولا غرابة في أن تهتف الجماهير للديمقراطية والوحدة (من صعدة إلى عدن ومن المهرة إلى الحديدة ) لتؤكد تلازم المنجزين اللذين يتصدران مكاسب الثورة اليمنية الخالدة ( سبتمبر و أكتوبر ) ويتوجان كل الانتصارات التي حققها شعبنا اليمني الحر الموحد منذ أن تحرر من كابوس الاستعمار وكهنوت الاستبداد .

وكلاَ لم يكن خروج الجماهير اليمنية للتظاهر السلمي والتعبير عن موقف واحد وإرادة جماعية موحدة بمعزل عمَا شهده ويشهده الوطن من فعاليات ومفردات حراك ، بل إن هذا الخروج الجماهيري كان معبراً بوضوح عمَا يجمع عليه الشعب إزاء ما حدث وما يحدث ، فقد هتفت الجماهير للوحدة واستنكرت دعاوى التمزيق التي تستهدف النسيج الوطني ، وعبرت عن إرادتها في تظاهرة سلمية لتعرِي الفوضى وتستنكر العنف والتخريب ،وقالت رأيها بصراحة ووضوح لتعلن رفضها وازدراءها للمواقف والرؤى الرمادية من قضايا الوطن ... وأيَدت قرار الرئيس علي عبد الله صالح لتعزيز النهج الديمقراطي بانتخاب المحافظين لتتصدَى بذلك لزيف من يحاولون إجهاض هذه الخطوة وإعاقتها بذريعة الحرص على حقوق الجماهير...

لقد كانت رسالة تلك الجماهير واضحة في صورتها ومعالمها ومضمونها فهي مع الثوابت والمدافعة عنها ..وهي مع كل مشروع هادف لتوسيع مشاركة الشعب في إدارة شؤونه ..وهي السند ومصدر القوة والمشروعية لمن تراه الأجدر بقيادتها وتلبية طموحاتها بيمن حر وديمقراطي ومستقبل أفضل .

هذا هو الشعب اليمني صانع الحضارة ووريث الحكمة ، وهذه هي الجماهير اليمنية القادرة على فرض إرادتها والانتصار لمن ينتصر لطموحاتها ويسعى لتحقيق أي انتصار لها وبها ومعها ، ولا عزاء لمن يزايد على قضاياها أو يحاول تضليلها أو تسفيه رؤاها أو تزييف عيها .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 03:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/57010.htm