الجمعة, 02-مايو-2008
المؤتمر نت -  د .بشير عبدالله العماد * -
حين يستبد الرأي.. حي على الديمقراطية!!
مر عقد وثمان سنوات من عمر وحدتنا الوطنية التي بتحققها واقعاً ملموساً في الثاني والعشرين من مايو 1990م تأسس نهج جديد كثمرة أولى من ثمارها ..إنه النهج الديمقراطي، نهج التعددية وحرية الرأي والرأي الآخر.
وبه انتقلت اليمن أرضاً وإنساناً نقلة نوعية جعلته مثار اهتمام الرأي العالمي الذي أبدى إعجابه وإكباره وإعزازه بالتجربة الديمقراطية في اليمن.
وقد يمكن القول أن من فضائل الوحدة اليمنية هو جعلها الرهان في القضاء على الشمولية اعتماد الديمقراطية والتعددية وفتح مجال أوسع من الحريات العامة التي لا تحد..
وحتماً فهو رهان يرتقي بالإنسان اليمني إلى مرتبة الأولوية المطلقة ليجعل منه الضمانة الحقيقية لتقدم الوطن.
وعل ضوء هذا الرهان كان لابد لأصحاب المصالح الذاتية أن تتعرى وتنكشف خيوط أنانيتها المفرطة وحقدها الدفين وتفكيرها الشمولي البغيض.
كان لابد من ذلك.. وبهِ لا ناجٍ لشمولي أمام الديمقراطية حتى يثيب إلى رشده ويؤمن بأن العيش بأفكار زمن مضى ملبد بالسواد والجمود لن يدوم..
وبانبلاج الديمقراطية كان لا بد للمتنطعين والمأزومين المستندين على أفكار الفئوية والمناطقية والظلامية أن يزدريهم جيل الوحدة، جيل الديمقراطية، جيل التعددية وحرية الرأي والرأي الآخر.. كان لا بد من ذلك بوصفهم أتباع أيديولوجية عمياء ليس لها هدف أو قرار سوى الوصول إلى السلطة بأي وسيلة حتى لو كانت وبالاً وهلاكاً لليمن أرضاً وإنساناً.. أمناً وتنمية..

وفي الوقت الذي يبارك فيه العالم بالإجماع على فرادة التجربة الديمقراطية اليمنية والتي يحتفل بها بلادنا في السابع والعشرين من إبريل من كل عام فإن هناك من يقلل من هذه الخطوة وهذا النهج الذي أرسى دعائمه فخامة الأخ رئيس الجمهورية ويحرص بين وقت وآخر على تعزيزه بما يضمن خلق أجيال تؤمن بالديمقراطية.
وليس غريباً علينا أن يخرج من بين جلدتنا من يستقوي بالخارج ويقدم لهم وحدة الوطن وأمنه واستقراره بثمن بخس لا سبيل لمقارنته مع النجاحات الديمقراطية والمنجزات الوحدوية والتنموية.
نقول ليس غريباً ذلك ومن يظن أن فجرهم الذي يسوقونه باسم الدين تارة وباسم الإنسانية تارة أخرى على أنه الأمل المنتظر والمنقذ من ضغوطات الحياة المعيشية فإنه واهم ومغرر بهِ.. وعلى كل ذي عقل راجح ومنطق سليم أن يمعن التفكير بالأساليب والطرق والآليات التي تستخدمها كل القوى الظلامية والفئوية والمناطقية والانفصالية من أعداء الديمقراطية ليدرك فيما بعد أن فجرهم ليس فجر التحولات كما يزعمون، بل أنه غسقها، وهذا الغسق ليس إلا غروباً يرفض كل أشكال البزوغ.. غسق يتآلف من الضباب ويلتصق مع الأفق بمقدار التصاق سرابه مع اندثار نوره.
ومهما كان منهم ويكون فإن النهج الديمقراطي خيارنا..
وحين يستبد الرأي.. حيّ على الديمقراطية!!

* رئيس دائرة الرقابة التنظيمية بالمؤتمر الشعبي العام

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 11:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/57182.htm