الإثنين, 21-يوليو-2008
المؤتمر نت - منى صفوان، منى صفوان* -
الأعداء التقليديون يبدؤون المعركة
في الهدوء الذي تتجمع فيه المواقف المساندة لإضافة امرأة إلى قوام اللجنة العليا للانتخابات ، تظهر حملة مضادة لمشاركة النساء السياسية والمجتمعية ، تقول أن هذه المشاركة تتحدى الدين الذي لا يبارك هذا الظهور السياسي للنساء.
ملتقى الرقي والتقدم بدأ منذ أسابيع بتجميع توقيعات المنظمات النسائية والحقوقية كإستراتيجية ضغط لإضافة عضوه للجنة العليا للانتخابات وهو المطلب الملح منذ الانتخابات المحلية الاخيرة والذي امتص بتعين الهام عبد الوهاب مدير لإدارة المرأة كإدارة مستحدثة خصيصا لذلك، ولكن ليس هذا هو طموح الحركة النسائية الخصم التقليدي للحركة الإسلامية السياسية.
ملتقى الرقي والتقدم الذي يأتي على رأسه يحي عبد الله صالح، والدكتورة رؤوفة حسن، هو حديث العهد لكنه يدخل بقوه في معمعة الانتخابات كداعم لتواجدهن بشكل على الأقل ليس شكلي ، لكن حتى ذاك الشكل الشكلي أصبح اليوم محاربا.
ملتقى هيئة الفضيلة المنشأ حديثا، وهو احدث كيان سياسي، بدأ حربه على كل منكرات المجتمع كما يسميها ، ومن الأشياء التي يحاربها "الكوتا" أي الحصة النسبية للنساء في المواقع السياسية، وهذه اعتبرها عدد من رجالات الدين مخالفه لشرع الله، والتي أصبحت وفق اجتهاد فقهي تهدد الإسلام، الدينيون يدعون بقية القوى التقليدية في المجتمع للوقوف ضد " الكوتا" .
117 هو الرقم الذي وقع على رسالة دينية جهرت صراحة بتحريم الكوتا، هذا الجهر يأتي مباشرة ليواجه مبادرة رئاسية تحدثت صراحة أيضا عن تخصيص نسبه15% للنساء في البرلمان، هذه المبادرة حوربت من حينها ، لأجل ذلك أنشئ ملتقى الرقي والتقدم لإنقاذ هذا البند النسائي من المبادرة الرئاسية، مالذي سيفعله الآن ملتقى يحي صالح بعد فتوى "117"؟
هذه الفتوى لا تجابه المبادرة الرئاسية بل تنقذها، فقد بدا واضحا أن المؤتمر تراجع عن تخصيص نسبه، هذا ما أعلن عنه بشكل مبطن وقتها وبعد المبادرة بأسابيع، عبد الله غانم رئيس الدائرة السياسية في المؤتمر الشعبي العام، قال أن التعديل الدستوري لن يخصص نسبه للنساء، وهذا ما حدث ، التراجع دعمه وجود فتوى .
فوجود فتوى صريحة من كبارات رجال الدين في اليمن تنقذ رجال السياسة، وتجعلهم خارج المعركة شكليا وكان الحركة الإسلامية السياسية هي الغريم المباشر للحركة النسائية.
هذه الاخيره كانت في كل معاركها تركز أكثر على الثقل والقرار والموقف السياسي للأحزاب كافه، لكن كالمعتاد يظهر العدو التقليدي صاحب الموقف الجامد من مشاركة النساء ليقول أن الكلمة ليست كلمة الأحزاب، وليست للموقف السياسي. حتى لو كان موقف اكبر حزب وصاحب القدرة والإرادة السياسية، فهو لن ينعش ذاك الموقف الجامد والقادر على تجميد كل المواقف السياسية الأخرى.
ما حدث ليس مفاجئا ولا يعني نهاية المعركة، التي ليس من الجيد التوقع بأن تأخذ مشهدا دراماتيكيا ترفع فيه الناشطات الراية البيضاء، خاصة بعد رفض كثير من الناشطات لمسمى "فتوى" وخلع اسم اجتهاد عليها بما يخلع عنها الصفة الإلزامية، لأننا في مجتمع يلتزم بالفتوى، فلو كانت فتوى لاحتاجت الناشطات لفتوى مضادة، لتبدأ بعدها حرب الفتاوى.
الصورة التي تخفف من تفاصيلها الباهتة، لتبدو أكثر تماسكا ووضوحا، تقول بإجماع" الحركات النسائية " تحت عنوان واحد لا يتحاشى المواجهة المباشرة، الحركات النسائية سواء المحسوبة على المؤتمر أو الحكومة أو تلك المستقلة أو المعارضة كلهن الآن مهددات بفشل مشروعهن.
اتحاد نساء اليمن اللجنة الوطنية للمرأة ، ملتقى الرقي والتقدم ، تحالف وطن ، منتدى الشقائق، ملتقى المرأة، شبكة شيماء...... الكل الآن في سلة واحده أمام 117 .
*عن نيوز يمن
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 09:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/60388.htm