الإثنين, 15-ديسمبر-2008
المؤتمر نت -  محمد القيداني -
" شياطين " .. الرحمة !!
مؤلم .. أن تجد عزيزاً لك يتلوى ألماً .. ولا تجد يداً رحيمة تمتد إليه لتخفف عنه بعضا ًمن ألمه ، صعب على الواحد منا أن يكتشف حقيقة أكبر كذبة لـ"شياطين " الرحمة ، عفواً " ملائكة " الرحمة عندما يجد نفسه غريباً وحيداً لا ملجأ له إلا الله وهو يسعى مهرولاً بين " الصفا " و" المروى " لطوارئ مستشفياتنا الحكومية دون " مغيث " ولا " مجيب " .

وجدت وأنا أحمل ( نصفي الثاني ) منتصف ليلة عيدية صوب إحدى المشافي الحكومية بالعاصمة صنعاء .. ومعي أبنائي الثلاثة والخوف والفزع يخطف ملامح البراءة على سمات وجوههم بأن معاني الرحمة .. الضمير .. الإنسانية .. الواجب مجرد شعارات جوفاء لا طائل منها لدى بعض الأطباء والممرضين بعد أن أزهقت في معادلة حسابية فارغة .. مفرداتها تغيب بمجرد أن يدلف الطبيب المناوب لبوابة المشفى الذي يعمل فيه ليتحول إلى أله متحركة لا مكان لها .. غايتها في نهاية الأمر قضاء ساعات الدوام على مضض .

وإذا ما أسعفك القدر واستجاب لاستغاثتك أحدهم بداعي الفضول لمعرفة هول ما أصابك .. تجد أنك في الأخير كنت في الزمان والمكان الغير صحيحان بالمرة .. إبرة مهدئة .. والسلام .. ولمريضك دعوات الرحمة والمغفرة .. آمين ا للهم آمين .

إذاً ما الداعي لفتح أقسام الطوارئ .. وصرف بدل مناوبة وإرهاق حراسة المشافي بالسهر والحمى في بواباتها لأمر لا يستحق كل ذلك العناء .. إن كانت العملية برمتها إبرة " فلترين " لمخادعتك أنت ومريضك .. لتكتشف أن مفعولها انتهى بمجرد وصولك للمنزل .

سؤال أطرحه على طاولة وزير الصحة .. هل هذا مضمون عمل قسم الطوارئ لدينا ولدى الآخرين في بلاد خلق الله ؟! إن كان كذلك فعليكم الإمضاء على لافتة توضع في بوابة كل مشفى تقول " المشفى مغلق وعليكم زيارتنا في ساعات الدوام الرسمي " اللهم لا شماتة .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 08:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/65414.htm